السلامة والصحة المهنية
____________
ولأن السلامة هي مسؤولية الجميع لكي يعيشوا في بيئة آمنة مطمئنة قليلة الأخطار صحيا ومهنيا، لذا يتوجب أن تقع على عاتق كل شخص يعمل في مجال الصناعات أو المنشآت العامة والخاصة أن يكون ملم بمعايير السلامة والصحة المهنية.
واذا أردنا أن نعرّف مصطلح السلامة بشكله المبسط، هي مجموعة من المعايير والنظم الدولية وضعت على أساس حماية العاملين في مجال الصناعات ومنشآت العمل من خطر الإصابة أو تلف لممتلكات المنشأة أو حتى الوفاة.
تدخل السلامة في جميع مجالات الحياة
فعندما تتعامل مثلاً، مع بناء منزل فلا غنى عن أتباع التعليمات والارشادات الخاصة في السلامة
أولًا: لحمايتك من خطر الإصابة
ثانيًا: لحماية العاملين
ثالثًا: لحماية البيئة المحيطة من التلوث
رابعًا: لتفادي الخسائر المادية والبشرية
مثلاً عند قيادة السيارة لن تستغني عن أتباع الإرشادات وقواعد السلامة المرورية للحد من الخسائر البشرية والمادية، ومن هذه القواعد:
_التقيد بسرعة محددة خاصة عندما تسلك الطرق المزدحمة
_ إلزام جميع الركاب بوضع حزام الأمان
_ أتباع اللوحات الإرشادية
_عدم الانشغال بأمر ما أثناء القيادة يبعد تركيزك عن الطريق، كاللهو أو الانشغال بالهاتف
من خلال فترة عملي في الشركات الإنشائية المحلية والأجنبية استنتجت أن العديد من أصحاب العمل في مجال الإنشاءات لم يكترث للقواعد المتعلقة بالسلامة والصحة المهنية المتبعة في شركة ما، وعندما يقوم مشرف السلامة بتأدية واجبه يلاقي رفضا كبيرا وواسعا ويقع اللوم عليه بحجة تأخير أو عرقلة العمل مما يؤدي إلى سذاجة العاملين بالأخطار المحتمل وقوعها ومن ثم الحوادث.
كما أن بعض مشرفين السلامة لا يؤدي واجبه بشكل صحيح أو غير مؤهل بشكل يناسب العمل فتراه يغط في سباتٍ، أو يمارس مهام غير مكلف بها و يتغاضى عن توجيه العاملين فنرى بعضهم يعمل على أسطح مرتفعة بطلاقة دون أن يلتزم بمعايير السلامة وبعضهم لا يرتدي معدات الوقاية الشخصية المناسبة مما يؤدي إلى ضعف مواقع العمل من حيث السلامة وبالتالي فإن الإصابة تحدث بكثرة.
كيف يمكن الحد من الأخطار و تحقيق قواعد السلامة في المنشآت والمصانع؟
• عند تفعيل مفهوم السلامة المهنية داخل المصانع والمنشآت وذلك بإيجاد مشرف للسلامة المهنية بحيث يقوم بمتابعة متطلبات السلامة التي من شأنها أن تحد الكثير من الحوادث.
• عند استخدام معدات الوقاية الشخصية وعدم الأستهانة بضرورتها.
• سرعة التعامل مع الإصابات البسيطة وهذا يتطلب توفير صندوق إسعافات أولية في موقع العمل.
• عند التعامل مع المواد الكيماوية والمواد القابلة للأشتعال بصورة صحيحة و الحفظ بعيداً عن إماكن تجمع العمال بأعتبرها مصدر حقيقي للخطر على العاملين والمنشآت والمصانع.
• اتخاذ القرارات المانعة والمصححة بشكل تكاملي وبأسلوب اقتصادي وإنساني يراعي قيمة العنصر البشري والمادي في محيط العمل.
• توفير طفايات الحرائق عند الأماكن التي من المتوقع حدوث الحرائق عندها مثل (أعمال اللحام)، كذلك توفير أشخاص مدربون على التعامل مع الطفايات و تزويدهم بدورات تدريبية.
• مواكبة التطورات التي تطرأ على بيئة العمل، وإصدار المطويات والبوسترات والملصقات بشكل دوري، حيث تعتبر هذه المنشورات من الأمور الضرورية والمهمة لتثقيف العاملين ورفع الحس التوعوي لديهم وبالتالي الحد من الإصابات في بيئة العمل.
ومن هنا تبرز أهمية السلامة العامة ودورها في تقليل نسبة الحوادث التي يمكن أن تؤثر على أداء الفرد وإنتاجيته، حيث تؤدي إلى تعطيله عن العمل، بالإضافة إلى احتمال إصابته بعجز دائم أو الوفاة،
كما يمكن أن تؤثر سلباً على قدرة المنشأة الصناعية على الاحتفاظ بعناصر مؤهلة، بالإضافة إلى ذلك تستطيع أن تؤثر الخسائر على المجتمع والاقتصاد عموما، فهي تسبب إهدارًا للموارد البشرية والمادية، وتولد أعباء على الأنظمة الصحية والصحة المهنية.
قيس آل رحيم/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق