الخميس، 29 أبريل 2021

نص نثري تحت عنوان{{إلى ولدي}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{زهير همامي}}



إلى ولدي

لا أريدك أن تولد 

على فراش العدد

يا فلذة كبدي...

ستكبر قبل أوانك 

و تعلم من أحرق السنابل

 ضع على جبين الأيام 

أكاليل زيتون...

و اعتصر رحيق القنابل

في راحتيك تنبت براعم

تهتف باسم الوطن... 

و إياك أن تضل طريقك

في رحلتك إليك...

ستكون حافيا من كل ذكرى

و من رماد السنين 

ستوقد شعلة الأمل...

و ترتق فجوات جرحنا 

و تجعل بينك و بين الطيبين

جسر خبز و ملح...

قد نلتقي في ذاكرة المكان

سأشكرك كثيرا يا قرة عيني

حين تتفرغ للحياة ...

غادر إطارك و الحلم دثارك

و في أهداب الصمت 

خبئ صهيل ألمك...

و في صقيع الذاكرة

 اطو مرارتك و حاجتك...

أصابعي ثملة مخضبة

 بأقاحي السكينة... 

من براثن العدم تنتشلك...

و بيد من وجع ...

و منديل شوقي المعتق

لوحت اليك... ما أجملك...

يا فرحة عمري المكلل

أشتاقك قبل أن أودعك

خلف مسافات حزني

أعتصر شفاه قلمي...

 لأنثر على بساط اللغة

 أن يومي و غدي

لن يعتدل إلا بك...

لن تكون مشردا 

على رصيف البؤس 

أنت الذي نلت العقوبة

منذ ولادتك...

فوطنك الحاني الرؤوم

بعد أن كان ملاذك 

بات في أزقة الفراغ 

سبب قهرك و ألمك...


زهير همامي

تونس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق