الجمعة، 30 أبريل 2021

قصة قصيرة بعنوان{{حلاوة الروح}}بقلم الكاتبة والقاصّة اللبنانية القديرة الاستاذة{{فاطمة البلطجي}}



حلاوة الروح

في مساء ربيعي،

أُصبت بالحمّى.


تمددت على أريكة في إحدى زوايا البيت وإسترخيت.


شعرت بإرهاق شديد،

وصرت أتصبب عرقاً بارداً

من جبهتي يسيل.


إنحنى أمامي

وراح يبلل الكمّادات بالثلج ويمسح بها جبيني.


كانت يداه باردتين وعيناه دامعتين وراح يواسيني بكلمات أدخلت الدفء إلى قلبي.


قال عذراً حبيبتي تأخرت عليك تعثرت بمطبات عديدة حتى وصلت،

إستعدي سآخذك معي.


من؟ إسماعيل زوجي الذي توفى من خمسة عشر سنة،

جاء ليأخذني معه،

أيعني هذا أني أحتضر؟


لم أتمكن من التفوه بكلمة واحدة، وقلبي راح يتخبط داخل صدري

كأنه طبل، وضلوعي مضارب، والناس من حولي ترقص رقصة الموت.


نفَسي توقف،

كل ما فيّ سكت إنها لا شك لحظة صعود الروح.


ها هي السماء باب مفتوح، والملائكة تجيء وتروح،

كلهم منهمكين

بعمل معقّد لإنتزاع الروح. 


وأنا أراقب بعين ترى من جفن نصفه مغلق ونصفه مفتوح.


وبدأت مراسم الإغتسال بالماء والكافور أشم رائحته من أنف سدّوه بالقطن المنفوش،

دثروني بكفن مربوط معقود.


أسير بجنازة على الأكتاف.

أرى ولا ابوح،

قطعوا مسافات؛

أنزلوني تحت الأرض في قبر مفتوح.


وقبل أن يردمني التراب، هزّت كتفي قائلة أمي! أمي!

خذي الدواء قبل تناول الغداء.


حمداً للّه مازلت على قيد الحياة.


وما كان ما رأيت غير كابوس من شدة الحرارة والشعور بالإكتئاب.


فاطمة البلطجي

لبنان/صيدا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق