الخميس، 15 أبريل 2021

خاطرة تحت عنوان {{وليلي صرخة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


وليلي صرخة

لم يعد بإستطاعة أي حيز ان يحتوني
أجد ذاتي محشورا بقارورة زجاجية ضيقة أسمها الحياة
زجاجها سميك قاتم اللون خشن الملمس
والأقدار رمتها ببحر لاشواطئ له ولاتبحر فيه سفن الأحلام
أشعر بسعادة تلك الأمواج حين تلهو بقارورتي تتقاذفها بشغف كبير 
وأنا أعاني بداخلها من الدوران 
كم دعوت السماء بان تصطدم قارورتي بأي شيء وتتحطم 
لأعود حرآ كما كنت وأتنفس الحرية من جديد
بقلب القارورة القاتمة خلقت أناملي حياة لأتمكن من الصمود والإستمرار
رسمت شمسا وقمرا ونثرت النجوم نثرا
وكتبت على الجدران قصة الأمير التائه
مابين الحقيقة والحلم 
مابين النور والظلام ، وشتمت الدهر وظلم
الأقدار 
يقتلني البرد وتصلبت أجزاء جسدي الهزيل
صفرة تعتري وجهي وضباب تشكل من زفيري على الزجاج
ضباب أنفاسي كان لي أس الحياة .. ؟
منه ترتوي عروقي برشفة بعد رشفة
لكن أمد الرحلة طال
لا أعرف كم فصلا مر علي .. ؟
ولا أعلم متى تشرق الشمس 
ومتى تودع السماء
ظلمة بداخل ظلمة 
وقارورتي تندفع بصمت وخبث كبير
كل ما أعرفه .. ؟
أنا حبيس الذكريات
وجل ما أفعله هو الصراخ
والصدى تأصل بليل قارورتي القاتمة
وكلما إنتهى بقاعها .. ؟
عاد من جديد من قمتها لقاعها  
ليملأ الظلمة صراخا

                      وليلي صرخة

                                      جاسم الشهواني

                                             العراق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق