الكابوس..قصة قصيرة
.............................
وسط غابات طبيعية كثيفة
وبين الجبال الشامخة الراسية.والوديان الوعرة
تقبع قرية صغيرة جميلة .يقطنها ناس طيبون كرماء
يقتاتون من منتجاتهم الزراعية والحيوانية.
يعملون بدون كلل أو ملل في فصل الصيف ويدّخرون
مؤنهم لفصل الشتاء البارد حيث الامطار الغزيرة والثلوج الكثيفة.
يلجؤن إلى بيوتهم المشيّدة من الحجارة والخشب والطين
ويلتفون حول مواقدهم من الحطب والقش ويسهرون ويتسامرون ويتناولون أكواب الشاي مع التين المجفف
وحبّات التمر اللذيذة.
تكاد الخدمات معدومة لا كهرباء ولا ماء ولا طرقات تذكر
فيقضون لياليهم بسرد القصص والروايات الأسطورية المرعبة
ابطالها اشخاص واشكال غير مألوفة وعلى مسمع الأطفال البريئة فيدخل الرعب والخوف إلى قلوبهم
ويسرح خيالهم على تصوير تلك المخلوقات الوهمية ويطبع بصمة الخوف والرعب في ذاكرتهم مقرونة مع صوت دوي الرعد والبرق وسقوط حبّات المطر .وتمر الايام والسنين وقد اصبح الطفل شابا يافعا.ذهب إلى المدينة لإتمام المرحلة الثانوية من التعليم وسكن بغرفة إلى جوار المدرسة الكبيرة وبينما كان يجتهد ويحضّر للأمتحان ونتيجة للتعب والسهر الطويل
استسلم جسمه وعقله للنوم وبقيت عيناه يقظتان.
يا إلهي شيء لا يصدق تراَى له على الجدار صور وأشكال
نبشتها الذاكرة عندما تلقى مسمعه صوت الرعد والمطر ورأى
نفسه وسط عالم اَخر من الأشباح يحتفلون ويرقصون لعرس
أحدهم وفي الوقت الذي تقدم فيه زعيمهم الضخم العملاق نحوه.قرع جرس المدرسة المجاورة جاَء واقفا على قدميه مذعورا وبعد أن التقط انفاسه تبين له إن تلك الرسومات على الحائط ما هي إلا ظل الأشجار التي تقف بجانب الغرفة
التي يسكن بها رسمتها اشعة الشمس عبر زجاج النافذة وتتراقص بفعل نسمات الهواء الصباحية العليلة
وما تللك الأحتفالات إلا صوت إذاعة المدرسة تردد النشيد الوطني تعلن بدأ وقت الدوام
بقلم الكاتب السوري عماد نديم خالدو....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق