أيا بحري ...!!
_________
أَيَا بَحْرِيْ
جَميلٌ خَفْقِيَ المجنونُ يَأْخُذُنِي
إلى صخرٍ ، الى رملٍ
و يَرمِيني
يُجرِّدُنِي من الأهدابِ و الأَجفانِ
يجعلني أناشيداً مُلوَّنَةً
و أرشفُهُ ، و يَروينِي
و هذا البحرُ ، يجرحُنِي
يُضمِّدُنِي ، و يشفينِي
و يجرحُ صَوتيَ المَبْحوحَ من
ملحٍ ، يلملمُ حيرتي الَّلهفَى
و يجعلُني كماءِ المُزْنِ أحياناً
و يجعلُني رُؤَى عشقٍ ...
و يُغريني ...
و أنتِ الرّوحُ يا روحِي
و تلكَ الرُّوحُ تسكنني
و تسْكُنهَا عَنَاوينِي
أَيَا بحري
نداؤُكَ دائماً يبقى بأوردتِي
فيجعلُ مُقلَتِي عَسَلَاً
و يجعلُ مُهجَتِي وَ طناً
و يجعلُ ريحةَ النَّارنجِ أشياءً تُراودُنِي
و تزرعُنِي ...
هنا في البحرِ أحياناً
و تُشقِيني
أنا مَنْ لوَّنَ الشطآنْ
بلون الصَّخرِ
لونِ الفجرِ
أهداهَا عناويني
أنا مَنْ راقصَ الأمواجَ ، و الأهدابَ
و الأنخابَ
أدعوها ، لتسقيني
دعوتُ الأزرقَ الكحليَّ ، يلمحكِ
و يغرفكِ ، فمَاجَ ...
في شراييني
أنا يا بحرُ ، أجفانِي ثمانيةٌ
و تاسعهم يروحُ الغيمَ
يشربها ، خوابي العشقِ
يرشفُهَا ، بصوت ما لهُ شبهٌ
بهمسٍ الَّليلكِ المعسولِ
حرّقني ، و أطربني
و في همسٍ يغنيني
أنا يا بحرُ ، ملحُ العشقِ
سرُّ الخفقِ
تعرفُهُ ...
أنا ماشئتَ أحلامٌ مُعذَّبةٌ
مُعطرةٌ ، مُخمرَةٌ
و ذاكَ الخمرُ خمَّرني
بدفقٍ مالَهُ شَبَهٌ
يُعذِّبني ، و يُردِينِي ...!
سهيل أحمد درويش
سوريا _ جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق