الأحد، 13 يونيو 2021

قصيدة تحت عنوان{{أيا بحري}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}



أيا بحري ...!!

_________

أَيَا بَحْرِيْ 

جَميلٌ خَفْقِيَ المجنونُ يَأْخُذُنِي 

إلى صخرٍ ، الى رملٍ

و يَرمِيني  

يُجرِّدُنِي من الأهدابِ و الأَجفانِ  

يجعلني أناشيداً مُلوَّنَةً 

و أرشفُهُ ، و يَروينِي 

و هذا البحرُ ، يجرحُنِي 

يُضمِّدُنِي ، و يشفينِي 

و يجرحُ صَوتيَ المَبْحوحَ من 

ملحٍ ، يلملمُ حيرتي الَّلهفَى 

و يجعلُني كماءِ المُزْنِ أحياناً

و يجعلُني رُؤَى عشقٍ ... 

و يُغريني ...

و أنتِ الرّوحُ يا روحِي 

و تلكَ الرُّوحُ تسكنني 

و تسْكُنهَا عَنَاوينِي 

أَيَا بحري 

نداؤُكَ دائماً يبقى بأوردتِي 

فيجعلُ مُقلَتِي عَسَلَاً 

و يجعلُ مُهجَتِي وَ طناً 

و يجعلُ ريحةَ النَّارنجِ أشياءً تُراودُنِي 

 و تزرعُنِي ...

هنا في البحرِ أحياناً 

 و تُشقِيني 

أنا مَنْ لوَّنَ الشطآنْ 

 بلون الصَّخرِ 

لونِ الفجرِ 

 أهداهَا عناويني 

أنا مَنْ راقصَ الأمواجَ ، و الأهدابَ 

و الأنخابَ 

أدعوها ، لتسقيني 

دعوتُ الأزرقَ الكحليَّ ، يلمحكِ 

و يغرفكِ ، فمَاجَ ...

 في شراييني 

أنا يا بحرُ ، أجفانِي ثمانيةٌ 

و تاسعهم يروحُ الغيمَ 

يشربها ، خوابي العشقِ 

يرشفُهَا ، بصوت ما لهُ شبهٌ 

بهمسٍ الَّليلكِ المعسولِ

حرّقني ، و أطربني 

و في همسٍ يغنيني 

أنا يا بحرُ ، ملحُ العشقِ 

سرُّ الخفقِ 

تعرفُهُ ...

أنا ماشئتَ أحلامٌ مُعذَّبةٌ 

مُعطرةٌ ، مُخمرَةٌ

و ذاكَ الخمرُ خمَّرني 

بدفقٍ مالَهُ شَبَهٌ 

يُعذِّبني ، و يُردِينِي ...!


سهيل أحمد درويش 

سوريا _ جبلة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق