( أرأيتني )
أرأيتني ؟
أنثى تغازلُ
كأسها بحماقةٍ
يهمي بشفةِ حزنها يتقطرُ
لتدوخَ ملهوباً بها
ضمأُ اليباب
على قوارعِ لهفةٍ
والشوق عانقهُ التمني ينحرُ
أرأيتني ؟
قلبٌ تآكلَ فرقةً
وهواجسٌ مالت على
الأملِ العقيم
وسحابةٌ
ضمتْ هنالكَ مقلةً
ما عاد تدري أي دربٍ تنظرُ
أرأيتني ؟
عودٌ يضاجعُ لحنه
من بعدِ أن شحبتْ رؤاه
وتحشرجتْ أوتارهُ محمومة
أو مثلما
عصفورةٌ تبكي السنين
بأدمعٍ أدمت مكاحلها سناه
فتشردتْ بالحزنِ ألف قصيدةٍ
لتموت في كنفِ الحروفِ وتقبرُ
هي لم تزل بين ارتجالِ خواطري
في رحمِ قافيةٍ بها الجوارح
تستريحُ وتسعرُ
أرأيتني ؟
قلمٌ يئنُ
وقصةٌ نامت
وفي شفِ الجراح فواصلاً تتسترُ
وحسبتني
قد قمت من كل التعثر كاسراً
أصفاد سجنك ماحياً
خلفي تفاصيل وذكرى تقهرُ
وحسبتني
في راحتيك أضيعُ بي
متناثراً عمري
وعمرك في سديمي يمطرُ
لا يحزننك إن رأيت تحطمي
وجفاف روحي
قد تمخضَ شرفةٌ
من مقلتيك على غصوني تزهرُ
ما عاد يغريني الكلام
ولا الهوى
صامَت مشاعريَ التي
لا لم ترى يوماً بهياً يسطرُ
لا تعتقد
أني نسيتُ مرارتي
أو أن مثلي
من كسورهِ يجبرُ
هذا اختيارك
ما اكترثتُ بشأنهِ
وأنا بقلبي لا بقلبك أشعرُ
................................
د. هزار محمود العاطفي
اليمن
21/7/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق