***حِكْمَةُ الْمَارِدِ***
بقلم رؤوف بن سالمة/تونس
ذَلِكَ الْمارُّ هُناكْ
لاَ شَيْءَ غَيْرُ الَهَواءْ
وَالْآخَرُ فِي الْعَتَمَهْ
مُؤَكَّدٌ هُوَ خَوَاءْ..
مُخَيَّمَاتُ النَّمْلْ
عَلى أَكَمَةِ مِلْحِ الْبَارُودْ..
مُدُنٌ مَهْجورَهْ
تَأْبَى الْلَّعْنْ
حِينَ تَسْتَيْقِظُ الشَّمْسْ..
تَخْتَنِقُ عَبْرَةُ الْلَّيْلِ الطَّوِِيلْ
فِي مَوْطِنِ الذِّكْرَى الْعَبَثِيَّهْ
وَعَلَى شُرُفَاتِ الْأَشْيَاءِ الْمَنْسِيَّهْ
حَيْثُ رَغْبَاتِ الْكَوَابِيسْ
تُضَايِِقُ الصُّوَرَ الرَّمَادِيَّهْ..
سَرَادِيبُ الْأَمْوَاتْ
مُكْتَظَّةٌ خَرْبَشَاتْ
وَطُقُوسٌ جَنَائِزِيَّهْ
مِلْءَ رَدَهَاتِ السَّنَوَاتْ..
عَلَى حَافَّةِ الْمَوْجْ
يَتَهَكَّمُ الظَّلاَمْ
فَتَنْتَصِبُ أَعْمِدَةُ الصَّبْرْ
وَيَرْسُو فِي الْمِينَاء ِ زَوْرَقٌ جَرِيءْ
يَقِفُ "فَاسْكُو دِي قَامَا" مُنْتَصِبًا
بِقِنَاعٍ مِنْ تُرَابْ
لِيَهْطُلَ الْمَطَرْ
وَالْأَرْضُ يَوْمَئِذٍ مَكْسِيَّهْ
حُلَلاً سُنْدُسِيَّهْ
وَعَلَى كَاهِلِهَا السّمَاءْ
بِجَوَاهِرِهَا الْعَرَبِيَّهْ
لِتَقْطَع معََ النَّعَرَاتِ وَالثَّوْرَاتْ
بأَلْوَانِهَا الْبُرْتُقَالِيَّهْ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق