الجمعة، 22 أكتوبر 2021

ج(الثالث) من النص النثري {{عزيزي يا صاحب الظل الطويل}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{ندى الساعدي}}


عزيزي يا صاحب الظل الطويل ..3️⃣

كيف حالك ..؟
مرّ وقت طويل لم اكتب لك.
اعترف ان الكلمات قد خذلتني مرارًا ، فكانت  تسقط مني كأوراق الخريف المصفرة ولم أعد قادرة على التعبير. 

 لا اخفيك سرًا ياعزيزي ..
انا لست بخير، المرض رسم الوانه على وجهي ،فأخفى الابتسامة من ثغري .
فأصبح منَ الصعب عليّ أن أكتبَ لكَ ما أود قوله،
فها أنا منذ اسابيع أحاول جمع هذه الحروف في رسالة لإرسلها لكَ

حقًا لم أعد أتحمل المسافة التي تفصلنا 
أودُ رؤيتك الآن أمامي ،أريد أن أشعر لأول مرة بأنني في المكان المناسب ،أريد أن أعرف ما إذا كنت هكذا دائمًا
أريد أن أشرب صوتك  
وأحسب شعر ذقنك شعرة ،شعرة  ،
وأريد كثيرًا أن أزيح خصلة شعرك المتدليه على جبينك،
 وأتمعن بلمعة عيناك ، والإنصات لرجفة صوتك عند نقطة ما 
من تنهيدة ما 
أريد أن أشعر بنبضات قلبك وأنا بين أحضانكَ ،أريد أن أفهم سر تحول أصابعي إلى ضحكات عندما تنظر إلي من دون أنتباه
أريد أن أرى حركاتك أمامي عندما تصير طفلاً 
أريد أن أشعر بسحر حدسك هذا 
وأسباب رقة قائمة توصياتك الدائمة لي 
أريد أن أكون 
الزر الأول لقميصك الأبيض !
أريد أن أقبل أصابعك عندما تزيح الستائر ،اريد أن أكون الضوء حين يتحول إلى ظل على سريرك  ،
أريد أن أكون بجانبك وأنا أنطق حروف 
أسمك لأرى كيف تبدو هكذا باردة جدًا كقطعة ثلج عندما تلمس شَفتي !
أريد أن أشعر بجسدك أثناء نومي .

اتعلم يا بلسم الروح ..
أكثر شيء أحبه هو رؤيتك وأنت تشعر بالنعاس 
حقا أنني أظن بأن ملامحك تتحول إلى لوحة من فرط جمالها !
أريد أن أشاهد كل هذه التفاصيل وأنا بجانبك
كم أود رؤيتك الآن أمامي

أرجوك لا تخاطر بجعل المسافة تطول أكثر 
لا تترك أثر وجهي هكذا عالق في رصيف وطن لا يسكنه غير الغرباء 

آااه ياحبيبي .. 
كم أفتقدك في هكذا أيام عصيبة.. 
علّي بقربك كي أنسى الخوف والرّيبة.. فلمّ الغياب أخبرني..؟ ولمَ إلى الآن عنك تعزلني ..؟! 
أتعلم سؤال كثيرًا ما يراودني مؤخرًا ويعجز قلبي عن الإجابة !
ووحدك يا حبيبي ملجأي ومعلمي
لماذا من بين آلاف الوجوه التي تعبرنا لا نسقط إلا في حب الوجه الذي لا نملك رؤيته الا بشق الأنفس؟
لماذا من بين كل الأكتاف الملاصقة لنا لا يسقط رأسنا إلا على الكتف الذي بيننا وبينه مسافة الأرض والعادات والمجتمع !؟

لماذا يا سندي
يأتي الحب متأخرًا وقويًا مستحيلا إلى هذا الحد !!
آآآه يا عزيزتي لا زلت أهيم بكَ وأهذي ;وإلى حد الآن لا أدري أيهما أشدّ وطأة على روحي ...
غيابك المرير، أم هاجس مرضي .. ؟

مع خالص حبي الهائل بإنفاسي المتقطعة.
#المخلصة_ندى
21/اكتوبر

12pm 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق