لوعة الغياب
حين يغيب رسمك ويختفي أثرك
يضيق على روحي حيزها وأصاب بالغثيان
أسارع لحديقتي .. ؟
لتلك الزهرة التي غرستها لأجلك لتسكنها روحك ، وأشعر من خلال تواجدها بالأمان
لطالما جلست أمامها بالساعات أحدثها .. ؟
أشكوك لها وتهرب من بين جفوني دمعة إشتياق ، ترابها مازال غامق اللون ندي .. ؟
لأنني أقلبه بإستمرار لأطمن على تجذره بتربة حديقتي .. ؟
تغار من إهتمامي بل من تعلقي بتلك الياسمينة أشجار حديقتي ، تأمروا علي ليجهضوا ماتعلق بأغصانهم .. ؟
كل صباح أجلس على كرسي وأمامي منضدتي الدائرية لأشرب قهوتي بذات الفنجان التي مازالت شفتك السفلى مرسومة عليه .. ؟
لكنني لأشرب من نفس المكان التي شربت منه ليبقى أحمر الشفاه وبصمة شفتك واضحة المعالم ، لم أغسله يومآ مازالت بقايا قهوتك عالقة فيه ..
فنجانك وبقايا قهوتك وبصمة شفتك وياسمينتك ، وطيفك المتأصل بمخيلتي
كل هذه الأمور تمنحني القوة لأصمد لأطول وقت ممكن لأحقق حلمي .. ؟
تلك المنضدة والكرسي والفنجان والزهرة
باتوا طقوسي اليومية بكل الظروف .. ؟
شتاء يمطرني وربيع ينعشني وصيف يحرقني وخريف ريحه تبعثرني وتغرقني
بكم هائل من ماحملته معها من أوراق الأشجار .. ؟
لكنني مازلت صامدآ فلا تطيل موعدي مع الإنتظار ..
أخشى من مد لاقبلا لي فيه ، وموج قد يعلو فوق رأسي ، أنا مازلت صامدآ وجذورك إمدت عميقآ بتربة قلبي وحديقتي ، والخوف كل الخوف من غدر الأقدار .. ؟
صورتك كلما بعثرها الدهر أعيد تشكيلها
من جديد ، وبتجددها يتجدد حلمي وأملي بوصلك ، فلاتطيل الغياب ، للغياب لوعة ونار تحرق القلب وتشوه الأحلام ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق