°{ موتٌ على طريقـةٍ رُومانسّية}°
_1_
في مدينةٍ أكَلَ النارُ منها أطفالاً
في مدينةٍ قد سَارَتْ بها الأنهرُ من دموعِ الأُمهات
قد وجدني اللهُ هُناك ...
جموعٌ من البشر، جموعٌ من كُتلِ أنتقـامٍ
كُلٌّ منّا يُريد الأنتقام
لا لشيء ..إنمّا فُطرةً داخلهم، تقولُ لهم:
أقتلوا آخرَ ماتبقى من تلكَ الأحلام ..
_2_
أشباح من رحلوا، ها هُم يرقصون حولنا
يتناغمون مع الرصاص الطائر في صدور الشُهداء
سألينّا من أنتّصر ؟
نقولُ لهم: لا إنتصار يُذكر..
مُنذ ماخُلقنا ونحنُ في هذا المَوْقد الكبير نُنحر
كُلٌّ منّا يَقتلُ أو يُقتل،
ومَن نجا من تلك المدينةِ،بنَّارِ الإشتياق يُشعل
_3_
تباكى علينا كُل الكون بحزنٍ شديد
وعند عَرفتْ القذيفةُ طريقَ بيتنا، رحلنا
جئنّا لهم سألينا عَطفا
تَحولتْ وجوههم المتباكيةِ لوحوشٍ بقلبٍ من حديد
قالوا: ارحلوا ..لمدينةٍ بعيدة من هُنا
أو هاجرْوُا لكوكبٍ جديد ...
_4_
في خيمةٍ مزركشةٍ بالهموم المدفونةِ بنا
كانَ القدر يُريدنُا هُنا ..
البردُ قارسٌ يا قدر !
ولَم يبقَ لنا أحلامٌ لنُشعلها
فَيقولُ لنا:
لا بأس، اقطعوا المزيد من آشلائكم، وأصنعوا الفأس..
إصراركم على الحياة، هو الحطبُ
اللهُ يُحِبُّكم، مباركٌ لَكُمْ نعيـمَ اليأسِ
_5_
رسالتي لكِ يا آيتها الحياة كانتْ بشفافيـة
بَصقتُ بأُولى صفحاتها،
لكي أرويَّ بها مابداخلي من إشتعال
أمّا بعد،أُتركِ روحي ناسيةً مَنسية
أُتركِ حَبلَ الإنتحار لا ينقطعْ
لا أُحبُّ الموت برصاصةٍ تائهةٍ،ولا في قذيقةٍ مُلتهبة
كُلَّ ما أرغبُ بهِ الآن..الموتُ على طريقةٍ رومانسّية
_______________________________
||وسيم العينية||
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق