الخميس، 4 نوفمبر 2021

قصة قصيرة تحت عنوان{{كَانَتِ الثَوَانِي}} بقلم الكاتب القاصّ الفلسطيني القدير الأستاذ{{سامي يعقوب}}


الكِتَابَةُ بِأَجَدِيَّةِ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم .

الضَاد فِي لُغَةِ التَّضَاد .

كَانَتِ الثَوَانِي و لَرُبَّمَا هِيَ دَوْمَاً كَذَلِك ، تَنْبِضُ انْفِجَارَاً نُوَوِيَّاً فِي أَوْرِدَتِي ، و أَنَا أُحَاوِلُ البَحْثَ عَنِ الحَرْفِ ، الذِي أَفْقَدَنِيَ نُقْطَةَ الدَهْشَة ، قَبْلَ أَن أَشِيْخَ دَاخِلَ الكَلَام ، لَمَّا ابْتَعَدَ الرُبْعُ الخَالِي عَنِ الصَحْرَاءِ الكُبْرَى ، سَنَتَيْنِ ضوئِيَتَنِ و نَيِّفَ قَبْلَ الآنَ بِقَلِيْلٍ ثَقِيْل ، وَقْتَذاكَ كُنْتُ أَجْلِسُ تَحْتَ ضُوءِ قَمَرِ أُكْتُوبَر ، أَمَامَ مَعْبَدِ ( آمُون ) فٍي  ( سِيْوَه ) ، لَسْتُ مَعْنِيَّاً بِزِيَارَةِ ( الإٍسْكَنْدر ) ، بَل لٍأَشْهَدَ اعْتِدَالَ رَبِيْعِ آخَرِي ،  الذِي وَصلَ هُنَاكَ قَبْلِي فِي العِشْرِيْنَ مِن آذَار ، حِيْنَ سَأَعِيْشُ الثَانِيَ و العِشْرِيْن مِن أَيْلُوْلَ اعْتِدَالاً لِرَبِيْعِيَ ، وَحِيْدَاً قَبْلَ أَن أَكُونَ هُنَاكَ بِكْرُومُوسُمٍ وَاحِد .

جَلَسْتُ أَنْتَظِر ؛ يَعْبُرُ الوَقْتُ و أَنَا أَرْسُمُ حَاضِرِيَ بِكَلِمَاتٍ عَارِيَات ، أَرَانِي أَصْنَعُ حَتْفِي أَهْوِي فِي عُمْقِِ الحَرْف ، و لَا أَجِدُ شَيْئَاً دَاخِلِي هُنَاك يَسْتَحٍقُ الكِتَابَة ، و مَا مِن أَحَدٍ يَقْرَأُ الهَذَيَانَ لِإِنْسَانٍ وُلِدَ فِي ( وَادِي السِلِيكُون ) ، حَيْثُ كُنْتُ أَمْضِي نَحْوِي بِكَامِلِ نُقْصَانِيَ مِنْهَا و مِنِّي ، حَرْفٌ بَعْدَ حَرْفٍ و تَبْدَأُ القَصِيْدَة ، عَنِيْدَةً بِحَرْفٍ لَا زَالَ يُسَاهِرُنِي ، و بِالنُقْطَةِ الأَجْمَلِ التِي فَقَدْتُ عِنْدَهَا الدَهْشَة ، مُعْتَذِرًا لِنَفْسِي : لَا أُرِيْدُ البَوْحَ عَن سِرٍّ وَجَدْتُهُ فِي الأَسْمَاءِ السِتَة .

أَجْلِسُ حَيْثُ كُنْتُ لَمَّا تُرِكَ المَكَان ، هُنَاكَ أُعْجِبُنِيَ خَاوِيَاً أَكْثَر ، فَيَضِيقُ الفَارِقُ بَيْنَ مَا يَحْدُثُ هَذِهِ اللَّحْظَة ، و بَيْنَ مَا سَيَكُونُ بَعْدَ هَذَا الأَرَق ، نَعَم أَنَا ؛ أَنَا الهُوَ الذِي سَمِعْتُهُ ذَاتَ لِقَاء ، يَهْمِسُ فِي أُذُنِي سَاخِرَاً ، لِأَنَّنِي نَسِيْتُ بِأَنَّ ( أَرْتِيمِيْسِ ) رَاوَدَتْنِي عَن نَفْسِي ، قَبْلَ هَذِهِ الليْلَة بِحُلُمٍ و قَالَت : هِئْتُ لَك ، فَقُضَّ قَمِيْصِي مِن دُبُرٍ ذُعْرَاً .

لَم أَخْرُجُ مِن سِجْنِ ذَاتِي إِلَّا بَعْدَ أَن انْشَق القَمَر ، قَفَزْتُ إِلى آخِرِ الدَرْبِ المُعْتِم ، إِلَّا مِن ضُوءٍ خَافِتٍ فِي نِهَايَةِ الكَلَام ، يَرُوقُنِي أَنِّي لِوَحْدِي أَنْثُرُ حُرُوفِي بِعَشْوَائِيِّةٍ مُتَعَمَدَة ، مُهَروِلَاً نَحْوَ الصَبَاحِ يُرَافِقُنِي الكَثِيْرُ مِن عَدَمِ الدَهْشَة ، سَيَأتِي غَدَاً و يَمْضِي سَرِيْعَاً ، و أَنَا الشَاهِدُ الوَحِيْدُ عَلَى خِيَانَةِ الوَقْتِ لِلَيْلَةٍ تَلْعَبُ بِجِفْنَيَّ ، و تَبْحَثُ عَنِي فِي زَوَايَا القَلْبِ ، لَن أَنَامَ هَذَا الصَبَاحُ حَتَّى تُكْمِلَ شَهْرَزَادُ الحِكَايَة ، تَروِيْهَا بِلُغَةِ الإِشَارَةِ لِأَنَّنِي ادَّعَيْتُ الصَمَم ، كَانَ يُجَالِسُنَا ضَاحِكَاً لِأَنَّ الرِوَايَةَ خَالِيَةٌ مِن أَيِّ مَعْنَى ، أَغْلَقْتُ لُغَتِيَ الرَكِيْكَة ، جَالِسَاً عَلَى نَفْسِ الأَرِيْكَةِ ، أَرقُبُ نَجْمَةَ الصَبَاحِ لَمَّا قُتِلْتُ لَيْتَ طَيْشَاً بِنِيْرانٍ صَدِيْقَة ، دُونَ رَغْبَةٍ لِي و لِلجَمِيْعِ فِي مَعْرِفَةِ الحَقِيْقَة .

( زُيُوس ) مَا زَالَ يُقِيْمُ فِي ( الأُلِمْب ) ، و أَنَا نِصْفِي مَفْقُودٌ فِي عُمْقِ الفِكْرَة ، و النِصْفُ الآخَرُ يُعَانِي مِن رُهَابِ وَبَاءٍ جَدِيْد ، عِنْدَمَا وَجَدْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ بِأَنَّنِي لَا أَخْجَلُ إِلَّا عِنْدَ مَنْبَعِ النَهر ، لِأَنَّ سَمَكَ ( السَلَمُون ) يَسْبَحُ عَكْسَ التَيَّار ، و أَنَا أَتَشَبَثُ بِالصَمْتِ القَاتِل ، كَي لَا أُزْعِجَ أَصْحَابَ القُبُورِ النَائِمِيْنَ بَيْنَ يَدَيَّ ، عَلَى تِلْكَ الرَبْوَةِ أَبْحَثُ عَنِّي بَيْنَ صَمْتٍ و مَوْت ، فَمَا وَجَدْتُنِِيَ فِي حَيَاةٍ وَاحِدَةٍ و لَا فِي ( جُوجِل ) .

سامي يعقوب . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق