الخميس، 11 نوفمبر 2021

نص نثري تحت عنوان{{ لم كل هذا الغياب}} بقلم الشاعر الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى ارشيدات}}


 لم كل هذا الغياب

لكرم الدين يحيى ارشيدات
يسألني البعض 
لم كل هذا الغياب 
كنت ارد دائما
 بأن لكل واحد فينا هم 
فصل على مقاسه
هذا الذي يكافح
 من اجل ابنه المريض
وذاك يجاهد بوالدية 
وهذا الذي يتربص لرغيف الخبز
 ولا يحصل عليه 
كل لديه من الهموم
 قد فصلت على مقاسه
وأنا كغيري من الناس لدي ما يكفيني 
الكلمة هي مهربي ومسكن وجعي 
ارسم حروفي بحجم دمعة
 عجزت كل المفردات على وصفها 
ولكن الحياة لا ترحم 
ومتطلبات الحياة
 اكبر من ان تطاق
نحن لو قطعنا من لحمنا
 لنسد بها احتياجات ابنائنا 
اهون علينا من ان نرى العوز 
في اعينهم
يكون على قلوبنا اطيب من الشهد 
هذه ضريبة كيف تكون اب بحق 
كيف تشعر بوجع ابنك
 قبل ان يصيبه
كيف ترى نفسك بأبنائك
وكيف تستثمر حياتك بأبنائك
ولكن موازيين الحياة مختلة 
ولا انصاف فيها
 وغير منصفين بتوزيع الرواتب
 والمستحقات
الراتب اقل واقل بكثير 
من حجم المعاناة والتعب
متطلبات الحياة
 ضعف ما تتقاضاه من اجر او مرتب 
بيت وأجرة بيت وماء وكهرباء 
ومصاريف الجامعات لأبنائك 
ومصاريف التعليم 
 للذين على مقاعد الدراسة 
هنا يكون المرتب قد تبخر 
تبخر ونحن لم نتكلم عن لوازم البيت
 والحياة اليومية 
لم نتكلم عن المأكل والملبس
 و و و و و. وأمور كثيرة 
ماذا نفعل 
او مالذي قد نستطيع فعله 
نوصل الليل بالنهار 
نسابق عقارب الساعة والزمن 
ونحن في مكاننا 
كل هذا  لم ولن يغطي متطلبات
 ان تعيش بكرامة 
ضريبة المواطنة دفعت من زمن بعيد 
وحق الوطن علي 
قدمته وما زلت اقدمه 
ولكن حقي على وطني 
من الذي سيعطيني اياه 
حقي بالتعليم والمسكن والعلاج 
وبالتقاعد بعد الاصابة اثناء العمل 
نحن بين المطرقة والسندان 
الحديد من فوقنا ومن تحتنا 
ونصرخ ونبكي بصمت
سياسة التقشف لم تجدي نفعا 
وسياسة ربط الحزام فشلت 
لأن عضامنا لم تعد تحتمل الضغط 
وامعاؤنا اصبحت تأكل بعضها 
الذي لديه حلم ويريد تحقيقه 
يجب عليه ان يحتمل
 القلة والجوع 
ويجب عليه الاعتياد على الصيام 
لأنه سوف يقضي
 معظم ايام السنة صائم
حلمي ليس بقصر ولا مركبة 
ولا بملابس غالية 
ولا طعام فاخر 
حلمي ابسط من هذا كله 
حلمي هو ان يكمل
 ابنائي تعليمهم الجامعي 
حتى ولو كان ذلك على حساب
 رغيف الخبز 
وقد نستغني عن الرغيف
 ولا نضيع حلمنا 
هذا هو سبب غيابي 
لأن الحياة اصبحت مليئة باليأس
 والقلة والفقر والقهر 
ولكن مع كل هذا
 لن اتخلى عن استثماري بأولادي
 وعن حلمي الذي سوف يتحقق معهم وبهم
واحمد الله على كل شيئ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق