الجمعة، 12 نوفمبر 2021

مسرحية شعرية تحت عنوان{{سرقة البئر}} بقلم الكاتب المصري القدير الأستاذ{{محمد_الهواري}}


‏[سرقة البئر]
الفصل الأول 

صياح الديكة في كل مكان
كمآذن فوق الجدران
في القرية
يوجد بيت صغير 
به رجل ضرير
يستيقظ لصلاة الفجر
" يفتش في آواني فخارية بحثا عن المياه"
الضرير : 
الآواني كلها فارغة
ينادي على إبنته 
أين المياه يا ورد اليمن 

ورد اليمن : 
نعم يا أبتي 
تفرك جفونها 
لحظة سآتي لك بالقدر
تقف هنيهة
تذكرت 

الضرير :
تذكرتي ماذا ؟ 
أين الماء 
أريد أن أتوضأ للفجرْ 

ورد اليمن : 
ألم تسمع ماذا حل بالبئر 

الضرير " مندهشاً ماذا حل به؟
ما القصة وما الخبرْ 

ورد "
بالأمس قيل قد سرق 

الضرير :
باستغراب سرق
وكيف البئر يُسرق 
هذا أمر لا يصدق 

ورد " هذا ما كان
وذاع الخبر في كل مكان 

" صوت منادي بالخارج "
يا أهل القرية الكرام
إسمعوا لي وانتبهوا للكلام 
"يفيئ على المسرح مجموعة من الناس "
المجموعة : يتهامسون 
ما الأمر أيها المنادي 
قل نحن مستمعون 

المنادي :
يضرب فوق الطبلة
لها ضجة وجلجلة
بالليل والناس في نوم وسكر
قام لصاً بسرقة البئر
ومن يرشد عنه عند كبير القرية
سيكون له عطايا مجزية
ومن يعلم ويخفي الخبر
له منا عذاب وسقر 

المجموعة : 
يتفرقون
حول بعضهم يطوفون
وفيما حل بهم يفكّرون 

حكيم القرية :
يدخل على المسرح فينتبه له الجميع 

ماذا الذي هنا يجري 
ألا يثلج أحدكم صدري 

واحد من أهل القرية:
يا حكيم
استيقظنا في الفجر
على صوت المنادي 
قد سرق ماء البئرْ
ومن وقت ما قال
ونحن في سوء حال 

الحكيم :
لمَ لا نذهب لولي الأمر
لنستوضح منه حقيقة الأمر 

أهل القرية :
نعم الرأي يا حكيم
تقدم أنت من الأمام 
ونحن ورائك 
على خط مستقيم 

يجتمعون أمام بيت كبير القرية 
الحرس ينظمون الناس 
ويخبروا ولي أمرهم 

كبير القرية:
يا حراس
ماذا يجري بالخارج؟ 

الحرس :
مجموعة من الناس 

كبير القرية:
ماذا يريدون ؟
ولماذا مجتمعون ؟
إسألهم ما الخبرْ 

الحرس :
جاءوا لمشكلة البئرْ
الحكيم بالباب
طلب أن يدخل
وينتظر الجواب 

كبير القرية :
أدخل حكيمنا الجليل
وأخبر الناس بأن 
تنتظر قليل 

بعد ساعة يخرج الحكيم يرتدي عباءة جديدة
ينادي في الناس 
يا اهل القرية 
إرجعوا الآن إلى مساكنكم
وسيحل الأمر واليكم
وقريبا ستحل مشكلة البئر
فتحلوا بالصبر
واطيعوا ولي الأمرْ 

تنفض الناس وألسنتهم
لا تكف عن الثرثرةْ
لمَ يخفون عنا الحقيقة
وما الفكرةْ 

الضرير :
سرعان ما عدتم 
دون معرفة الحل
ماذا ستشربون ؟
حتى المطر 
لم يعد يهطلْ
فكروا في حلول 
جادة
وإلا سيكون عام آخر 
للرمادةْ
‎#ستارة 

الفصل الثاني 
صوت صغار تصيح من العطش
يتبعه صوت رجل يصرخ في زوجته 

صوت الرجل :
من أين أأتِ بماء 
أأستحلب ضرع السماء 

صوت زوجته:
أنت الرجل 
إذهب وجد حل 

صوت الرجل:
يا إلهي دلني 
ماذا عساي أن أفعل 

يدخل المسرح واحد تلو الآخر ويقلب كفيه من الضجر
يسأل بعضهم البعض
أَمِن خبر
هل عرفتم سارق البئر 
الجفاف سينتشر
والأطفال ستموت عطشاً
ونحن سيقتلنا الضجرْ 

واحد من المجموعة : 

بصوت عالي وفرح
علمت من السارق
فأنا رجل حاذق 

الضرير : يهم نحو الصوت
تلحق به إبنته 
تخشى عليه أن يسقط
قل لي يابني من أراد هلاكنا
وقام بسرقة ماء بئرنا
أخبرنا الآن عليه
وتكون من المقربين عندنا 

المجموعة : 
كيف علمت من السارق
هل رأيته بالعين
أم حمكت عليه بالظن 

صوت الفرد:
نعم رايته بالعين
وأعلمه علم اليقين 

الجميع في صوت واحد 
من هو يا ترى
أهو من القرية
أم من قرية مجاورة ؟ 

الفرد : 
في المساء تجتمعون عند 
كبير القرية
وستعلمون الصدق 
من الفريةْ 

ستارة ___

[الفصل الثالث]
تفتح الستارة على مجموعة من الناس في بيت كبير القرية 

الكبير :
يسأل أحد الحرس
هل جاء أحد من العسس
بأية خبر 
عن سارق البئرْ 

الحرس:
لم يأتي أحد بعد
إن تأخر اليوم 
يأتي في الغد 

الجموعة في وجوم 
يقلبون النظر
لماذا تأخر 
قد حل المساء 
وهذا موعده 

أحد منهم :
ربما كان على سفرْ 

يدخل على المسرح الرجل الذي يعلم السارق ومعه شيخ كبير 

الحرس يعلنون عن قدومه
يحملق الجميع 
في الرجل ومن معه 

الفرد : 
ها أنا قد أتيت 
كما وعدت
ما هي إلا ساعات 
وبالسارق قد عدت 

الضرير يسأل من بجواره عن شكل السارق
يخبره بالتفصيل
لا هو بالقصير ولا بالطويل
ولا بالبدين ولا النحيل
يبدو عليه الوقار
وله لحية ووجه جميل 

الضرير :
إن كانت هذه مواصفات رجل 
من اللصوص
فكيف تكون مواصفات 
عالم يحفظ النصوص ؟! 

كبير القرية :
دعونا الآن نعلم
لمَ وكيف سرق
وهل مع أحد آخر قد إتفق؟ 

المجموعة:
نعم نعم 

كبير القرية :
سأسأل وأنت تجيب
ما إسمك يا هذا 
فأنت عن قريتنا غريب 

السارق :
بصوت  متهدج 

أيها الناس أنا رجلٌ
مسني الكبرْ
فكيف أستطيع 
أن أسرق بئر؟ 

كبير القرية :
هناك شاهد عيان
قد رآك 

السارق :
من مدة من الزمان
مررت بالبئر وكنت ظمآن
أدلوت دلوي 
ورويت ظمآي 
وتركت المكان
هذا جوادي فاسألوه
وهذي حقيبة السفرْ
سلهم إن كنت 
قد سرقت البئرْ 

كبير القرية:
يسأل الشاهد
ماذا تقول فيما سمعت
وهل قال كما شاهدت؟ 

الشاهد:
يتلفت حوله ثم ينظر نحو الشيخ 

كبير القرية:
ما بك قد لزمت السكوت
تكلم وإلا ستموت 

الشاهد : 
بصوت مختنق 
نعم قد صدقْ 

المجموعة : في ذهول 
الأصوات تتعالى 
يقف الضرير ويتقدم نحو كبير القرية وهو يتكئ على عصاه 
الضرير :
ما العمل الآن يا كبير القرية
إختلط الصدق مع الفرية 

الشيخ المتهم يقاطعه :
عندي سؤال للجميع
كيف سمحتم لفرد
يسوقكم كالقطيعْ
قال وشاية يرتجي منها مال
وأنتم صدقتموه فيما قال
أين ذهبت عقولكم؟
ألم تسألوا أنفسكم
كيف لبئر ينبع بالماء
أن يسرقه شخص ما
يا للغباء
ابحثوا عن سارق عقلكم
حينها ستعلمون من 
ردم بئركم 

الجميع يلتف حول الشيخ
كحدوة الفرس
ويطأطئون الرأس
وبصوت واحد 
لقد صدق الشيخ الكبير
وقال الضرير
من سكت عن قول الحق
مات بالخرس 

‎#ستارة
أول تجربة لي في كتابة مسرحية شعرية 

#محمد_الهواري 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق