أنا يا بحرُ
____
وقالَ البحرُ يسألني :
تودِّعني ...؟!
أما أنتَ عناوينِي
بكلِّ الغابِ تسكنُني ، كسربِ ظِباءْ ...؟
أما أنتَ حِوارُ العشقِ و الصَّفصافِ
و الأفياءْ ...؟
تودّعني ...؟
و ربِّي إنّ في قلبي
نبيذ العشقِ يلمحني ، و يأخذني
إلى عينيكَ في شَغَفٍ
و يرميني بكَ شفقاً
و يرميني بكَ أُفقاً
و يرميني بكَ أصداءْ
تودّعني ، وفي عينيك أمواجي
و في جفنيك أمشاجي
و إني أعشق النسرين
في ظل ، وفي فل
و ربّ سماء ...!؟
تودعني ....!؟
أيا نجماً نُسمِّيهِ " سُهَيلَ " العشقِ يغريني
لكي أشتاقَ للعشقِ
ضُحىً ، و مَساءْ ...!؟
تودِّعني ...؟
عيونُك يانشيجَ القلب تُغريني
و تشويني
و ترميني بذاكَ الّليلكِ المنسيّ يسقيني
بكلِّ شهقةٍ ودلاءْ
أنا ما كنت الَّاكَ
و قلبي في مُحَيَّاكَ
أنا يا بحرُ مثلُ الشَّطِّ ، مثلُ الرَّملِ
تحكيني حكاياكَ ، و تعشقني مراياكَ
تبعثرني كما الأنواءْ ...!!
أنا يا بحرُ مثلُ الدَّمعةِ المشويّةِ الأهدابِ
ترجوكَ لأن تمضي إلى قلبي
كلحن غناءْ ..
أنا يا بحر لا أنسى عناويني
فقلبي فيكَ ، مثلُ الزَّورقِ الباكي
على شطٍّ ..
و أيّ بكاء ...!!
أنا يا بحرُ لا انوي بأن أنساكَ
أو أسلاكَ ، لكني
نويت أغزل الأطيارَ
من موج ، يهيمُ فيّ أحياناً
و أحياناً يعاقرُ خمرةً ، و نساءْ ...!!
أنا يا بحرُ
هذا الموجُ يهلكني ، و يغرقني
و يرميني على شط ، أراقصه
أخاصره ، بكل رجفة وشقاء ...!
تودّعني ..؟
أودّع دمعتي الحيرى
فقمْ يا بحرُ ، و اغمرها
بكلِّ الموجِ و الأفلاكِ ، و الأنسام
في لهف ..
بكل ضياءْ
و ذاك النَّورس الغافي على قلبي
يهيم عناءْ
تودِّعني....؟؟
سألتُ البحرَ أشياءً
تبعثرني به أشلاء ...!!
أنا يا بحرُ قلبي مهجةُ غرقتْ
و أنتَ لي و ربِّي
نعمةٌ ، ودواءْ ....!!
سهيل أحمد درويش
سوريا _ جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق