الاثنين، 10 يناير 2022

نص نثري تحت عنوان{{حبٌّ قَتلهُ القَدر}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذة {{وسيم العينية}}


 " حبٌّ قَتلهُ القَدر " بقلم:  وسيم العينية 


في ذاكَ اليوم الجميل الكئيب اختفتْ جميع الكواكب في السّماء، نامتْ كُل الفراشاتِ وآخذتْ من أوراقِ الورودِ غِطاء، 
كانتْ الكواكب مُجتمعةً في رسالتي التي كنتُ سَأهُديها آياها، 
فَقد قالتْ لي:
كي أعرفَ مِقدارَ حُبّكَ لي أريدُ كواكبَ الكون في قصيدةٍ تُهديني آياها ،
أريدُ منكَ يا آملي الوحيد أن تختفي جَميع فراشات العالم وأبقى أنا أثر الفراشةِ بك ..
وَ أنا لم أقُل شيئاً حينها، بل فعلتُ كلّ هذا وإليها في اليوم الثاني ذَهبتُ ..
أقتربتُ مِن يديها الناعمتين لِإجعلَ هذا اللقاء إِضَاءةً و إِنَارَةً في ذاكرتي بأنّني قد لمستُ يدها حقاً ..
فَكانَ ذاكَ القدر الذي رافقني مُنذ نعومة أظافري يَنتظرُني، 

أقتربَ إليًّ وَقال:
أ تُصدق بأنّي أسوء ممّا قُلتَ عني،
لَم آتي لِهُنا عَبثاً، جَئتُكَ مُستبْسِلاً بِحرقِ حكايةِ الحبّ هذه، مَا دُمتَ حيّاً لَن أسمحَ لكَ بالحُبِّ فَهذا مِن شأني ..

قلتُ لهُ: 
كُن يوماً معي، كُن يوماً صديقي وَ لا تَخُن ، 
فَقَسْمَاً بِالذي جَعلكَ قدري أنّي مُتعبٌ يا قدري ..
لا تَجعل مُهمتكَ في حياتي عبثاً بي،
فأنا متعبٌ مِن كلِّ ما يَحدُثُ لي ..

أنتهى ذلك الحديثُ بيني وَ بين قَدري، ومشيتُ راكضاً مهرولاً مُكتئباً إلى مَن كنتُ ذاهباً إليها، 
فَتفاجئتُ بأنها رَحلت بعيداً عن هذا الكون ،روحها تَنظرُ إليّ من السماء قائلةً: 
لَم آرَّ قدرٌ تعيسٌ كـ هذا مِن قبل، أحبّبتني فَجاءَ القدر قَتلني لكي تَبقى أنتَ وحيداً كَما كنتَ ،
وستبقى هكذا قالَ لي .
…………………………………………………………

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق