الخميس، 27 يناير 2022

قصيدة تحت عنوان{{عندما يكون السُؤال جُرحاً إسمه وطن}} بقلم الشاعر اليمني القدير الأستاذ{{صلاح محمد المقداد}}


عندما يكون السُؤال جُرحاً إسمه وطن !!..

سُؤالَُ يَنكئُ , في القلب جُرحاً
وقلبي في الحشا مازالَ مُدمَى.

فهل لي بالجواب على سُؤالي
ومثلي لليقينِ , رَجا ويسعى ؟.

فما يَعنِيْ لنا , وطنَُ تَخَلى
عن المعنى العظيم وصَارَ أخْوَى ؟.

وما ذنبي لكي أحيا غريباً
على أرجائهِ مِنْ دون معنى؟.

لماذا يَتَشَظَى , كُلِ يومٍ
ويحكمهُ الفجور بألف دعوى ؟.

وما المعنى لمنْ ,تُدعَى بلادي
ومالي هاهُنا , غير المُسَمَى ؟.

ومِنْ هول الرزَايا , في ثراها
تظلُ النفس طول الوقت حَسرَى.

ومَنْ يَأمَنُ فيها , الشر يوماً
فلا حَذرٍ سيُجدِيْ مَنْ تَوَخَى.

وفيها قد أُتِيحَ لكُل وغدٍ
لكي يَعلُو بها شأناً ويرقى.

وهذا الشعب , يَنقادُ ذليلاً
لمن جَعَلُوهُ مما هَالَ يَخْزَى .

وما ذَاكَ الذي خِلْنَاهُ أزْرَى
بنا قسراً , لنُحيِيْ ماتردى؟.

نُمَاهِي باطلاً , فَجاً صَفِيْقاً
وننبهرُ بِهِ في الدهر  حَمْقَى.

وننخدعُ بزُخرِفهِ حَيَارى
وننجذبُ إليهِ حيثُ يطغى.

وفينا الحق يشكُو خَاذِلِيْهِ
ونُصرتَهُ هُنا , خيرَُ وأبقى.

أنا ماعُدتُ أدري مادَهَانِيْ
وخَطبِيْ في الورى ياقومَ أدهى؟!.

ولن يهدأُ رَوعِيْ في بلادٍ
فيُقلقنِي بها ماليس أجْدَى !.

وقد قبروا بها حتى طموحي
وأحلامِيْ بها , ياصَاحَ تُردَى.

وما ألفيتَ لي فيها سُعُوداً
وفيها من يعيشُ يظلُ يشقى.

وما أرض السعيدة كالمُسمى
ولا كانت لنا جناتُ مأوى !.

ففيها الصُبحِ مثل الليل أدجَى
وزيف البعض , والبُهتان يُثْرَى .

وفيها , القهر , يُودِيْ برجالٍ
وفيها الغد مما ,صَارَ يُخْشَى .

وحُلم الأمس يلقى اليوم حتفاً
وسُوء الحال , عنها ماتخلى !.

فما يعني بزوغ ,الفجر فيها 
وعُتمة ليلها , الداجِيُ بلوى ؟.

وهذا الصُبح فيها ماعَسَاهُ
ومكرُ الليل للإصباح يلحَى؟.

وكيف يكون للشعب إعتبارَُ
بمن ذبحُوهُ في الأرجاء معنى؟.

دَعُونِيْ أقتفي , أثر امتعاضي
وسُخطي واستيائي حيثُ ألفى.

فما هذا القبيح يسرُ عيني
وعنهُ لم تكُ في الأصل ترضى.

دَعُونِيْ أزدري , كُل حقيرٍ
وأهجُوهُ بشعرٍ ليس يأسَى.

دَعُونِيْ أغلظُ القولَ على مَنْ 
 تعامى عَامِداً عن , ماتجلى !.

فما عُدنا نرى فيها مجالاً
لأن نسكتُ عن شينٍ تمادى.

لنُعلنَها مُدَوِيةً , تُزلزلْْ
كياناً خَرِباً ونكونُ أقوى.

فشعب سَادَهُ أرباب جهلٍ
مُحَالَُ كُلِ ضَالٍ فيهِ يُهْدَى.

ونحنُ ماخُلِقنا كي نُضَامُ
ونُحنِيْ هَامَنا , ذُلاً لأطغى.

ولسنا بالعبيدِ لأي غَازٍ
ولسنا التَابِعِينَ لكُلِ أعتَى .

ولسنا بالقليل بأي شأنٍ
ومنا تُبَعَ الملك , المُفَدَى.

وبلقيس العظيمة خيرُ أنثى
ومِنْ سَبأ , تُرَجِحُ كُل معنى .

ومَنْ سَادُوا البريةِ بعض قومي
لهم في الكون مجداً ليس يُخفى .

ومنا مَنْ أوى , الهادي غريباً
وناصرهُ , وآزَرَهُ وضَحَى .

وقد بلغت قُريشٍ في أذاها
لمبلغها الأثيم , كمن تَعَدَى .

وما راعتْ قرابتَهُ وتُهدى
إلى خيرٍ لها , دُنيا وأخرى .

ونحنُ في الورى أوفى ذماماً
وأهل العزم , والأسمى بمعنى.

وما كُنا عليها في سباقٍ
ليُحرمنا حياة الحُر أبغى.

وشيمتنا الإباء , كأي حُرٍ
وما كنا عن الأخلاقِ ننأى.

فإما أنْ نعيشُ , بها كراماً
وإما أن نموتُ ,كأي مُردَى.

ومَنْ يحيا ذليلاً في ثراها
فلا معنى لهُ فيها وجدوى.

وأقبحُ ماتَراهُ , العين حقاً
قبيح الشيءَ فينا أنْ يُفََدَى.

وخيرُ الناس أهلُ الفضل فيهُمْ
ومَنْ جَادُوا على , أهلٍ لقُربى .

وفي الأرض السعيدة , كُلِ خيرٍ
متى نجدُ اليماني مِنْهُ يحظى؟.

فمَنْ يمنعُ خيراً , قد تولى
فكِبْرَ الإثم , لايَعنِيْهِ , يُؤْتَى .

جراح القلب تزدادُ إتساعاً
ومِنْها لا أخَالَ القلب يُشفى.

وجُرحِيْ نَازِفَُ , ودمي سَفِيْكَُ
وما وجعي العظيم هُنا ليُنْسَى.

أيبقى وطني ألمي وجُرحِيْ 
 وهذا ابنهُ المسكين يشقى؟.

أنبقى هاهُنا , قصة بُؤسٍ
نعيش لها لكي تُروى وتُحكى؟.

فإنْ عَزََ الجواب على سُؤالي
فلستُ بالذي للرد , ينسى .

فأحرار البلاد , على يقينٍ
بأن اللهُ لنْ , يخذلُ رَجْوى.

وأن النصر , يصنعهُ أُبَاةً
ووجهتهم بها يغدُو لأعلى .

وأن الشعب ليس , لهُ خيارَُ
سُوى المعنى الذي سيكون أسمى !.

وقد سِيْقَتْ معانيهِ إعتباطاً
ليذبحها الذي , ماكان أحنَى .

وهذا ماجرى , واليوم يجري
ونخشى أنَهُ في الغَدِ يُجْرَى.

وما زال الخيار لنا جميعاً
بأن نبقى أعزتها , ونحيا.

فليس لنا , السبيل لنتخِذْهُ
سُوى العلياء أو نُردَى ونَفْنَى.

صلاح محمد المقداد 

22 - 1 - 2022م - صنعاء - 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق