سُؤال الحُب !!..
---------------------------------------
أنُوءُ بما قد جَارَ حَملِيْ لهُ مَدَى
وماعَادَ ليْ , جُهدٌ عليهِ بعاتِقِيْ.
أُسَائلُ مُحتَاراً عن سِرِ ماجَرَى
لنا في الهوى والحُب مِنْ فعلِ مَائقِ ؟.
واسألُ عن حَالٍ تَسُوءُ وتقتفيْ
بآثار مايلقَاهُ , كُلِ مُفَارِقِ ؟.
فما الذنب حتى يستطيبُ عذابنا
ومَنْ صَارَ رغم الحُب يبدو كخَانِقي ؟.
وكيف ينام الليل من يشتكي النوى
وليس لهُجرَانِ الحبيب بطائقِ ؟.
ويبقى سُؤالُ الأمس واليوم ثائراً
عن الرُوحِ مُذْ صَارَتْ في كَفِ سَارِقِ ؟!.
وعن قلبي المُشْجَى مُنذُ انتهابَهُ
ولامِنْ ذلك الخِلَ , الخليل بسابقِ !.
فما بالَِ قلبي لايكفُ نَوَاحَهُ
وفي سِعَةٍ قد ضَاقَ ذِرعاً بضَائقِ ؟.
ألا إنَ أحبابي تناسُوا بأننيْ
أُذِقْتُ الذي ماذَاقَهُ أيْ ذَائقِ .
أُلاقيْ حُتُوفَ الأُمنياتَ , بحُبهُمْ
وأغلى أماني القلب تغدُو كنَافِقِ.
فإنْ يهدأُ القلبِ المروّع بالهوى
فكم صَادَفَتْهُ في الهوى مِنْ عوائقِ ؟.
تشب اللظى في القلب , تصلي صَمِيْمَهُ
وليس بمنجى من لهيب الحرائق.
ومن يعشق الحسناء يشكُو فُؤادهُ
بتَذْوِيْبَهِ والبَالَ , ليس برائقِ.
وبحر الهوى , فيهِ المُهِيلُ لمن هوى
ليقضي بِهِ مَنْ قد يَصِيْرُ كغَارِقِ .
أنا ماعرفتُ الحبُ الا سَمَاحةً
وبَذْلَُ وايثارَُ , وصدقَُ لواثقِ .
" أدِيْنُ بدين الحُب أنََى تَفَرَقَتْ" .(1)
طَرِائقَهُ فالحُبِ أسمى طرائقِيْ.
وما كان حُبي للحبيبِ سِوى رِضَى
عليه , وتَفْنِيدُ لزَعمِ المُنافقِ .
وما الحُبِ إلا ماعَلِمتُ بأنهُ
لعُمرَانِ قلبي طابقاً فوق طابقِ .
وألْفَاهُ إحساساً , يزيدُ يقينهُ
ووداً لأهلِ الودِ , يزهُو بصادقِ.
وللحُبِ مَعنَاهُ العظيم وفضلهُ
على سابقٍ فيهِ , كذا كُلِ لاحقِ.
وإني على دين الهوى ومذاهبيْ
لفي حُبِ مَنْ أهواهُ حَمْل لعاتِقِيْ.
وقلبي أنا الأغنى , بأهلِ مودتي
وشوقي وأشجانيْ إليهُمْ كسَائقِ.
يظلُ الهوى والحُبِ عَهداً على الذي
يكن كأسهِ ثَمِلاً , وليس بفائقِ .
لكم قد رشفتُ الخمر مِنْ ثغر غادةٍ
ونلتُ الذي أرجُوهُ , مِنْ غير عائقِ ؟.
وكم ذُبتُ ملهُوفاً بصدرِ حبيبتيْ
ولا أدفعُ في الوصلِ , أيْ فَوارِقِ
تُشَاطِرِنِيْ في الحُبِ صدقَ مشَاعِرٍ
ومَنْ يلحقُ في الحُبِ يأتي كسَابقِ .
وإنِيْ وإيَاها نظلُ كمنْ مضى
إلى حَتْفَهِ حتماً برُوحٍ لزَاهِقِ !.
وما كُنْتُ مَعنِياً بحُبِيْ لغيرها
وما خمدت في القلب يوماً حرائقيْ .
ولولا الذي أهواهُ ماكُنتُ مُغرَماً
وصَارَ الهوى والحُب بعض حقائقيْ .
وإنِيْ لمُشتَاقٍ لمَنْ آثَرَ النَوى
وأجرى دموع العين كالسيلِ دَافِقِ .
وحسبي بأن ألقَاهُ مِنْ بعدِ غَيْبِهِ
عليَّ أنا حَيناً كأغلى مُفَارِقِ
صلاح محمد المقداد
الأحد 6 فبراير 2022م - صنعاء -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق