الجمعة، 4 فبراير 2022

نص نثري تحت عنوان{{ماذا نريد}} بقلم الشاعر الليبي القدير الأستاذ{{يزيد مجيد}}


ماذا نريد

ماذا نفعل

وما الذي نستطيع فعله بأكوام العظام التي نحن عليها

ما الذي سوف يعيد اشعالنا، اشعال الرغبة بالاستمرار

انا في منعزل عن العالم من الصعب أن احادثك وانا على هذا التوحش

عندما اغمض عيناي ارى كل الأبواب مغلقة في وجهي الا بابك حين ذلك أشعر بالامان المطلق

افتح عيني واتخيل الاحلام التي رسمتها في مخيلتي ،الأحلام التي انت بدايتها ونهايتها، ارى ان ليس هناك باب واحد مفتوح لي حتى بابك يبدو عليه الانغلاق كما لو ان لوحة معلقة عليه ، باب منزل لفتاة رحلت بكل آلامها ومتعاعبها رحلت واخذت آثار خطواتها الباقية على عتبة الباب

ثم ارى انني مطارد حتى اناي

من شهيقي وزفيري

احاول الهروب بي اهيم في متاهة الفرار

اتعب وأعود بإدراجي ،اعود وأعود حتى انسى هل انا اذهب ام اعود ،فاستمر دون معرفة ذلك اعود لا سند لي

تخيليني رجل من زجاج

اعيش في إطار لأكون نافذة وحبذا لو أنها في غرفتك

انام على طاولة لأكون كأس ماء بجانبك

رجل من زجاج من شدة شفافيه تكسر وأصبح كومة شظايا

تخيليني شجرة

تخيليني عامود انارة

تخيليني عود ثقاب

تخيليني تجلس كل مساء على رأس الأزقة

أستلقي على العشب واترك لك مساحة بجانبي يمكنك أن تشاركيني في النظر إلى سمائنا وارضية الله ،قد تكوني أحد تلك النجوم وقد اختار واحدة وأقوم بتسميتها انت

في كل مكان اجلس أقف أستلقي امشي اركض ،اترك لك مساحة لتكوني فيها معي بكل اوهامك

ارهاقك

مخاوفك

مشاكلك التي تطاردك ويمكنك الاختباء منها في قلبي

رغم اني أكره المسافات الا انني اترك لك مساحة دائما

يمكنك أن تأتي في اي وقت

بكل ليلة تكوني فيها قلقة

بكل عين تراك

بكل صباح استيقظت وانت وحيدة

بكل دمعة ازرفتها وقد حفرت على خديك آثارها

بلا خوف بلا هدف

تعالي بكل ما لديك خسائر

بشفافية عنقك

باسرارك واصرارك

بخطاياك

بذكرياتك

تعالي بصوتك الذي يمكنه ان يكون ابرة تخيط فيها أقمشة حياتي ذاك الصوت الذي لم ينظف اذناي من ثرثرة الحياة

بقلبك المثقل وعيناك المليئة بالتهاون والكلام

فقد تركت سنيني التي مرت حفراً وثقوبا في روحي

ولم انجح في زرع شجرة توت كبيرة بعمقها، بزهرة لا تذبل

وكل هذه الدروب التي سلكتها كنت حريصا دائما على أن لا اخسرني

أن أبقى صلب كمأذنة أمام كل شيء خسرته

ان لا اكون الشخص الذي لم اريد ان اكونه

ورغم كل ذلك ،كنت دائما اركض نحو الا شيء

كنت أخاف دائما أن تستمر الحياة كما هي الآن

وقد قضيت بما يكفي من الوقت مسجون في قفص الخوف والأسئلة التي لا أجوبة لها

اريد استعادة رغبتي وقدرتي على الركض نحو ضوء لا ينطفئ ببهاتة ،دون أن أضع هدف أمامي غير الوصول إليك

وان بدوت حادة قاسية جارحة كشظية

سوف اعرفك لأنني تذوقت طعم روحك وشممته بكل حسي ،ساكون هناك ضيئ لا يسمح للعتمة ان تعميك، كومة حطب يحميك من برد الوجود

زورق صغير يرفض أن تفرقي

وقد أصبح اباً في بلاد أخرى ان لزم الأمر...

يزيد مجيد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق