الأربعاء، 9 فبراير 2022

مقال تحت عنوان{{هل نحن عاجزون عن التفاهم}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{جيلان_رياض}}


هل نحن عاجزون عن التفاهم والتأقلم مع أفكار وثقافة ابنائنا هل مواكبة ثقافة عصرهم مستحيلة  ؟ 

هل رفضهم للقوانين التي توارثت معنا من الأجداد وعدم تقبلهم لسلطتنا يعتبر تمرد؟ 

مشاعر الندم من الطرفين في حال اختلافات المسارات ماذا ستفعل وقتها ؟ 


 


في الحقيقة أن هذه المعضلة لاقت اهتماماً كبيراً في الأوساط التربوية وخاصة  للمراهقين وكان الحكم فيها يثير الحيرة إزاء الميل أو التحيز نحو أحد هذين الموقفين دون الآخر، فمن جهة نحن هنا نتعامل مع مراهق لم يصل بعد لمستوى كافٍ من النضوج الاجتماعي أو النفسي أو الفكري، ومن جهة أخرى هذا المراهق فعلاً له الحق في اختيار قراراته وتحمل عواقبها كما من الجائز في بعض الأحيان أن نكون نحن المخطئون وهو المحق من وجهة نظره.


 


تعددت المجالات التي يتدخل فيها الاباء لفرض القرار والتحكم بشؤون أبنائهم وتصل ربما إلى القرار  الإجباري "ان لم تفعل كذا ستعاقب على ذلك / أنت لا تعلم أين مصلحتك أنا من اقرر ذلك / نحن تعلمنا هكذا أن لا ناقش وابائنا في اي موضوع صح ام خطأ عليك أنت أيضا اطاعتي / ان قمت بالزواج (الكلام للطرفين الأنثى والذكر) من الشخص الذي لا أراهُ مناسب سأتخلى عنك أو ذلك تمرد على من فنى عمره لك)  (انا طموحي ان يكون ابني طبيب وستدخل الطب اوفر كل ذلك لأجل ما لم أستطع تحقيقهُ / هذا الملابس لا تناسبكِ)....... الخ اعذار واوهام شتت مستقبل وشخصية واثرت نفسياً على الأبناء هل نحن مدركون لها 

هل أطفالك محطة أنتظار لتحقيق طموحك من خلالهم؟ 

ماهي الرسالة التي ستصل لها؟ 

هل أبنائك عبيد يطيع كل شيء بلا مراعاة لحقوقه؟ 


اعذارك بأنهم بمرحلة المراهقة وغير قادرين على الاختيار /غير ناضجين انهم أطفال أنها غير مقبولة 

والحياة غنية ومتنوعة في مجلاتها ومواقفها والأشياء التي تفرض خيارات متعددة يجب على الفرد اتخاذ قرارات بشأنها، سواء كان هذا الفرد طفل أو كبير، ذكر أو أنثى، أب أو ابن، وكل هذه المجلات قد يحدث فيها نوع من التسلط من قبل الآباء على قرارات أبنائهم، فمثلاً:


المواهب والميول والاهتمامات: بدوافع عديدة قد لا تلقى جميع الهويات أو المواهب التي يتمتع بها الأبناء ترحيب من قبل آبائهم، فمثلاً بذريعة أن هذه الأشياء تلهيهم عن دروسهم أو لأسباب اجتماعية وثقافية أخرى التي ترفض بعض أنواع الفنون أو المجالات العلمية باعتبارها لا تناسب الثقافة الاجتماعية السائدة، وفي هذه الحالات  جميعاً يحرم الابن من اهتمام والديه بمواهبه وربما تمحى هذه الموهبة وتضمحل مع كبتها وعدم تنميتها.


الخيارات التعليمية والأكاديمية: أما هذا الجانب فيمكن القول أنه الأكثر تأثراً واهتماماً في ممارسة الأهل سلطتهم على خيارات أبنائهم، وأيضاً لاعتبارات اقتصادية أو اجتماعية ترغب بعض الأسر في توجيه أبنائها لمجالات تعليمية معينة تضمن لهم مستقبل أفضل من وجهة نظر هؤلاء الأهل، غير آخذين بالاعتبار رغبة وميل أبنائهم وقدرتهم على النجاح في هذه المجلات.


الملابس والشكل: وهنا تأخذ الاختلافات في الثقافة العصرية دورها وتفرض نوع من التناقض بين رأي الأبناء والآباء حول الطريقة التي يختارون ملابسهم أو يعتنون بمظهرهم بها، فالأبن يريد أن يحاكي الموضة السائدة بين أبناء عصره والآباء يريدون أن يحافظ ابنهم في مظهره على معايير الأناقة التي يعرفونها، راجع مقالنا عن اختيار الثياب المناسبة للأطفال.


العلاقات الاجتماعية بكافة أنواعها: حتى العلاقات التي يحاول الأبناء بنائها وتشكيلها مع الآخرين يحاول بعض الأهل تحديدها والتحكم بها مثل اختيار الأصدقاء بالنسبة للطفل والمراهق حتى يبعدوهم عن ما يعرف بصديق السوء، أو اختيار شريك الحياة بالنسبة للناضج وخاصة الإناث وفي هذه الحالة حتى المجتمع قد يفرض رأيه بمعاييره عن الشخص المقبوض للارتباط، وفي الحقيقة تعتبر هذه المسألة بالغة الحساسية فعدم الاختيار الصحيح من القبل الأبناء للأشخاص الذين سوف يتعاملون معهم أو يرتبطون بهم قد يكون له نتائج مأساوية في بعض الأحيان على مستقبلهم.


ذريعة عدم امتلاك الأبناء  للخبرة تلك ذريعة أخرى 


ثقافة الوالدين الشخصية: فالمستوى الثقافي والتعليمي للأهل له أثر شديد في هذه المسألة، سواء من حيث درجة التدخل أو مجاله، فالآباء المتعلمين غالباً ما يتدخلون أكثر في الأشياء المتعلقة بدراسة أبنائهم وخياراتهم التعليمية، بينما يهتم الآباء ذوي التعليم المتوسط والضعيف في مجالات أخرى مثل العادات الاجتماعية.


فقدان الثقة بالأبناء: أما هذه المسألة فتعتبر من أهم الأسباب وأخطرها، فالآباء في هذه الحالة يقللون من ثقتهم بأبنائهم وقدرتهم على النجاح دون مساعدة أو تقدير عواقب الأمور واتخاذ القرارات والخيارات الأفضل في شؤونهم الشخصية.


طباع شخصية لدى الوالدين: بعض الأشخاص بطبيعتهم النفسية والشخصية يعتبرون أكثر تسلطاً وتفرداً برأيهم وأقل تقديراً لرغبات وأفكار الآخر أي كان، وهؤلاء يعتبرون أكثر تدخلاً في شؤون أبنائهم ويرون أن هذه المسألة من حقهم وواجبهم.


الفروق العصرية بين الآباء والأبناء: بعض الأهل قد لا يدركون الفروق بين المرحلة الزمنية التي عاشوا فيها والتي يعيش فيها أبنائهم، سواء من حيث الفروق الثقافية أو الظروف الحياتية التي يعيش فيها هؤلاء الأبناء، فيرون أن أبنائهم مخطئين ولا يحسنوا التصرف.


الآثار السلبية لتسلط الآباء

تحديد وجهة سير الأبناء وتهميش رأيهم في ما يخصهم من خيارات وقرارات كنهج وأسلوب تربوي لا يأتي دائماً بالثمار المرجوة منه، مثل ضمان طاعتهم ووضعهم على الطريق الصحيح بحسب رأي آبائهم والقائمين على تربيتهم، وإنما قد يؤدي هذا لآثار عكسية أسوء من حالة تركهم على هواهم، فقد ينتج عن هذا التسلط تعلم الأبناء التصرف بعناد وعدم الرضوخ لقرارات آبائهم ونصائحهم، وهذا العناد يأتي بأشكال عدة كأن يرفض الطفل كل ما يقوله والديه حتى وإن كان صحيحاً ولا يتعارض مع رغباته.


التسلط التربوي وضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس عند الأبناء: فالأبناء يجب أن يخطئوا ويتعلموا من خطأهم حتى يكونوا خبرتهم بالحياة، ورؤيتهم أن أبى.


#جيلان_رياض

#مقالات

#قضايا_مجتمع

#اقرأ #مسؤوليتنا_كلنا #تغيير_للأفضل #فكر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق