الأربعاء، 20 أبريل 2022

مقال تحت عنوان{{رملة بنت أبى سفيان"أم حبيبة" وقيل اسمها هند}} بقلم الكاتب الليبي القدير الأستاذ{{عبد الله محمد الحاضر}}


من المبشرات بالجنة:
رملة بنت أبى سفيان"أم حبيبة" وقيل اسمها هند،
 رضي الله عنها أرضاها....
إنها السيدة الجليلة أم المؤمنين رملة بنت أبى سفيان ، صخر بن حرب بن امية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ليس فى ازواجه صلى الله عليه وسلم أقرب منها نسبا ولا من هى أكثر منها صداقا، ولا من تزوج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى نائية الدار ابعد منها،عقد له عليها بالحبشة وأمهرها النجاشي اربع مائة دينارا ذهبا وجهزها بما لم تجهز به نساء النبى صلى الله عليه وسلم.
أبوها ابوسفيان بن حرب، صحابي من سادة قريش،وهو والد معاوية رأس الدولة الاموية،كان من اشد اعداء الاسلام،أسلم يوم فتح مكة(8 للهجرة)  أبلى فى للاسلام بلاء حسنا،فقئت عينه يوم الطائف، ثم فقئت الاخرى يوم اليرموك، لما توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عامله على نجران،توفى فى المدينة سنة(31للهجرة).
أمها صفية بنت أبى العاص بن أمية، عمة عثمان بن عفان رضى الله عنه.
أخوها حنظلة بن أبى سفيان، قتله علي بن ابى طالب رضى الله عنه يوم بدر.
أخوها معاوية: مؤسس الدولة الاموية بالشام، كان من كتاب الوحي ، كان عمر بن الخطاب رضى الله عنه اذا نظر اليه يقول هذا كسرى العرب، مات فى دمشق سنة(60للهجرة).
أخوها يزيد بن أبى سفيان والد خالد بن الوليد .
آمنت هي وزوجها عبد الله بن جحش برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عبدالله  نصرانيا فى الجاهلية،ركب ابو سفيان الهم جراء اسلام رملة، ولم يستطع مواجهة قريش بعد عجزه عن إثنائها عن الاسلام، إشتد أذى قريش على رملة وزوجها حتى باتا لا يطيقان الحياة بمكة،ولما أذن رسول الله بالهجرة الى الحبشة كانت رملة وابنتها حبيبة وزوجها عبدالله فى طليعة المهاجرين،
تعرضت أم حبيبة الى ابتلاء صعب،فقد رأت ذات ليلة فى ما يرى النائم ان زوجها عبدالله يغرق فى بحر لجي تغشاه الظلمات، فهبت من نومها مذعورة مضطربة، ولم تذكر ذلك لاحد، ولم يمضى الا ايام حتى إرتد عبد الله بن جحش عن الاسلام الى النصرانية، واصبح يعاقر الخمر طوال وقته، و قد خيرها بين أمرين : إما أن تطلق وإما أن تتنصر، فوجدت نفسها فى أصعب المواقف فى الغربة، فأثرت رضى الله عما سواه، وعزمت على البقاء على دينها فى الحبشة.
فما إن أنقضت عدتها من زوجها الذى لم يعش بعد تنصره الا قليلا حتى أتها الفرج .
فذات صباح مشرق طرق بابها النجاشي وصفيته، فرخحبت بهما أيما ترحيب،فقالت لها زوج النجاشي ان الملك يقول لك: إن محمدا رسول الله قد خطبك لنفسه...وبعث اليا بكتاب وكلنى فيه ان اعقد له عليك، فوكلى عنك من تشائين.
فهتفت بشرك الله بالخير، فخلعت ما كان عليها من حلي وأعطتها بشارة للنجاشي، وقالت: لقد وكلت عنى خالد بن سعيد بن العاص فهو أقرب الناس إلي،وفى قصر النجاشي اجتمع عدد من المهاجرين منهم جعفر بن أبى طالب، ووخالد بن سعيد بن العاص، وعبدالله بن حذاقة، وغيرهم ليشهدوا عقد أم حبيبة بنت أبى سفيان على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وخطبهم النجاشي قائلا: الحمد لله القدوس المؤمن العزيز  الجبار وأشهد ان لا إلاه إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وانه هو الذى بشر به عيسى عليه السلام.
أما بعد...فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب منى ان أزوجه أم حبيبة بنت أببى سفيان فأجبته لما طلب، وأمهرتها نيابة عنه اربعمائة دينارا ذهبا على سنة الله ورسوله وسكب الدنانير بين يدى خالد بن سعيد، وهنا قام خالد فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وشهد ان محمدا عبده ورسوله ثم قال: قد أجبت طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزجته موكلتى " أم حبيبة" بنت أبى سفيان فبارك الله لرسوله بزوجته.
هم خالد ومن معه بالانصراف فقال النجاشي: اجلسوا، فإن سنة الانبياء اذا تزوجوا أن يطعموا طعاما، ودعا لهم بمائدة فاخرة فأكلوا وأنفضوا.
وجأتها أبرهة التى بشرتها بعديد الهدايا وقالت لها أنى قد أسلمت واتبعت دين محم فأقرئيه منى السلام، وحملت الى زوجها واخبرته بما كان من امر الخطبة وما قالت أبرهة فقال( وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) وكان ذلك سنة سبع للهجرة، واولم أبن خالها عثمان بن عفان وليمة عرسها وهى تخطو نحو الاربعين من عمرها.
جاء ابوسفيان المدينة يرجو رسول الله ان يمدد مدة صلح الحديبية فرفض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاسقط فى يد ابى سفيان،ثم تذكر إبنته أم حبيبة فذهب ليزورها يستشفع بها عند النبى صلى الله عليه وسلم،فلما اراد ان يجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه، فقال: يا بنية أرغبت بهذا الفراش عنى أم بي عنه؟
فقالت بل هو فراش رسول الله وانت امرؤ نجس مشرك.
فقال: لقد أصابك بعدى شر.

روت أم حبيبة عن النبي تسعة وعشون حديثا فى المتب الستة.
توفيت أم حبيبة سنة(44 للهجرة) فى عهد اخيها معاوية.
نسأل الله فى هذه الومضة السريعة أن يلحقنا بها فى جنان الخلد .

ابن الحاضر. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق