- أصبحَ الشيبُ عنواني -
شابت الذوائبُ
ولم أزلْ
أحنو على ذكرى حبيبٍ
صباحاً حينَ أرتشفُ قهوتي
ألوذُ بصمتي مختبئاً
خلفَ ظنوني
مستبدٌّ أنا
لمّا كنتُ طفلاً
أُلاعبُ النجومَ
مِنْ غيرِ أن أدري
أَنَّ فوقَ النجومِ
حبيبتي
التي تاهت بين الغيومِ
ومع زخَّاتِ المطرِ
سقطتْ دموعُها
فوقَ قلبي
فارتعشَ
وارتجفَ
وهربَ منِّي ليلي السرمدِ
يُحدِّثني شيبي
بأني مازلتُ فتىً
أستطيعُ أنْ أمشي
فوقَ أشواكِ الحزنِ
متأبطاً عمراً
ضاعَ مابينَ أمسي وغَدِ
وعروستي ملهاتي
وعكَّازتي في كِبري
أثلجَ صدرها
أنني رغمَ الشيبِ
لم أزلْ
أمشي على طللِ
وأُغازلُ فراشاتَ الحقل
وأشمُّ أزهار القرنفلِ
وفي المساءِ
أرجعُ طفلاً
أنامُ على وسادتي
ورفيقي قلمي
أُداعبُ فيهِ كلماتي
وأسرقُ منه
حروفَ العشقِ مرتَّلةً
أُغازلُ بها كلَّ خلَّاني
وأغفو على حلمٍ
وحدي حين فارقني زماني
وصار شيبي
للراحلين عنواني.
صفوح صادق-فلسطين
١٥-٥-٢٠٢٢.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق