الخميس، 9 يونيو 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{خريف يفيض من القلب}} بقلم الكاتبة القاصّة المصرية القديرة الأستاذة {{سميرة عبد العزيز}}


 خريف يفيض من القلب ****

فى القاهره تحديدا فى المنصوره
تعيش نور عيشة بسيطة بل تعيش لأجل البشر والأنسانية ومساعدة الغير
هى موظفة بسيطة في العلاقات العامة بالشباب والرياضة
محبوبة بين زملائها فى العمل الكل يحترمها لا يذكر أن فى مره أحد من زملاء نور قصدها فى شئ ولم تفعله بل كانت تنبض بحب الخير ومساعدة الأخرين لدرجة إنها لم تتذكر نفسها بشئ لتعيش من أجله
وفى يوم كان الحر شديد بكت نور وهى جالسة على مكتبها فى العمل من شده ألم عظام رجليها
ففزعت زميلتها يسرا وسالتها بلهفة شديدة لماذا تبكى نور
قالت نور بصوت متقطع عظام رجلى تؤلمنى
قالت يسرا هناك دكتور عظام ممتاز سنذهب إليه اليوم بعد إنتهاء العمل
قالت نور سوف أتحمل هذا الألم الشديد لحين إنتهاء العمل ونذهب للدكتور
ظلت نور متحملة الألم وبعد إنتهاء العمل ذهبت هى وزميلتها يسرا لدكتور العظام  كشفت نور على عظام رجليها وطمئنها الدكتور إنها مجرد إلتهابات وتحتاج بعض العلاج الطبيعى فقط غادرت نور مع زميلتها عيادة الدكتور بسعادة وامل وفى الطريق قالت يسرا نور الآن سوف نذهب لدكتور علاج مشهور إسمه دكتور خالد
لنكمل العلاج
قالت نور بتفائل نعم أنا لا أحتاج لعلاج طبيعي 
ولكن أصرت يسرا أن يذهبا معا للدكتور خالد
وفعلا
إنطلقت نور وزميلتها يسرا لعيادة دكتور خالد تخصص علاج طبيعى
ولم تعلم نور ما يحمله القدر 
وتم العلاج بجلسات محدده
بدأ الدكتور خالد يتقرب من نور بعض الشئ وفى يوم أتت فيه نور بدون زميلتها يسرا لعيادة دكتور خالد
وكانت هى فرصه لدكتور خالد ان
يتقرب من نور
جلسة تلو الأخري
وذات يوم أثناء جلسة العلاج 
صارح خالد نور
بحبه  وإنه معجب بها 
منذ أن رأها ويريد الزواج منها
وبعد الإنتهاء من جلسه العلاج الطبيعى  تقرب الدكتور خالد من نور وأمسك يدها التى ترتجف بين يديه ونظر فى عينيها التى كان يملؤهما  الخوف وقال نور أنا معجب بكِ وأريد الزواج منكِ ما رأيك
قالت نور بصوت مرتجف وأنفاس متلاحقه دكتور إنها مفاجائة 
وأنا لم أفكر بالإرتباط
منذ زمن بعيد
قال الدكتور خالد 
خذي من الوقت  ما يكفي للتفكير 
قالت نور بحياء شديد دعنى افكر فى  الأمر قال الدكتور خالد ولكن ليس لوقت طويل أريد منكِ رد  إكتفت بالصمت  نور وعينها تنظر للأرض
وكأنها اول مره 
تطلب يدها
ورحلت مسرعة  وقلبها يحلق فى السماء هل  هذا حلم ام حقيقه
هل بعد هذا العمر
لا لا إنها مزحه من دكتور خالد
ولم تصدق 
وتركت الموضوع يتصارع داخلها لم تذكره مع أحد من زملائها فى العمل حتى إستطاعت أن تسيطر عليه داخلها لتكون لها عزة ومقام وقيمه وان تحسم كل شئ بالعقل وليس بالقلب الذى يريد أن يحلق بها عاليا وبجنون
وبعد ان مر خمس سنوات لم يترك
د/ خالد نور 
بل ظل يفكر بها طوال 
هذه السنوات الخمس
وظل الدكتور خالد يلاحقها مطالبا بالرد على الزواج ظل ورائها
خمسة سنين يلاحق نور التى لم تكترث لطلبه
وذات يوم دون سابق
إنذار 
طرق الدكتور خالد
باب نور ومعه أخته
وكانت مفاچأة لنور
إنه ظل يبحث عنها
وعن عنوان سكنها
وفى النهاية تزوج الدكتور خالد من نور واخذها فى شقته فى محافظة الأسكندريه وكان  زواج  كله جحيم
عاشت نور مع الدكتور خالد حياه بائسة إكتشفت فيه البخل والأنانية وحب الذات وكرهه لمساعدة الغير وعدم الاخلاق 
وإكتشفت نور
بأنه تزوج عرفيا
أربعة سيدات 
ولم يصارحها بهذا
قبل الزواج
للأسف كان فظ اللسان متطاول
يحب اللهث وراء
السيدات المطلقات والأرامل من أجل اموالهن
ولكن تزوج نور عن حب لأن نور ليس لديها مالا ولا تملك جمالا
ولكن تأثرت نور نفسيا
ولم تتحمل الكدب
لم يكن رجل بمعنى
الكلمة
فحبه لنفسه فاق
كل شيء 

كانت نور فى قمة صدمتها من زوجها الدكتور خالد الذى لم يكن له علاقة بشهادة الدكتوراه 
لم يعلم عن الإنسانية شيء
ولا يعرف معني الأدمية
ولا معني الإحساس بالأخرين
جعل حياتها ألم وفى ليلة قالت نور خالد الأن أريد الطلاق أريد الحفاظ علي ماتبقى
من كرامتي ومن حياتى 
قال الدكتور خالد لن أطلقك نور بل سأجعلك هكذا 
قالت نور والدموع تذرف من عينيها  البريئة
خالد أنا لن أعيش معك هنا سوف أعود لبلدي 
وأعيش فى بيتى هناك 
قال خالد كما تشائين نور ولكن تذكرى إنك سوف تعودى مرة أخرى وتذكرى ايضا ستظلين زوجتى ولن اطلقك حتى لو ذهبتى آخر الدنيا
قالت نور الموت هو الفيصل بيننا
إنطلقت نور مسرعة خارج هذا المنزل الذى عانت فيه وتألمت
فضلت أن تعيش وحيدة تاركة خلفها خريف يفيض من القلب 
ومر من عمر نور تسع
سنوات وهي معلقة
هكذا لا هي زوجة
ولا مطلقة  فقط اصبحت خريف يفيض من القلب  
قصة قصيرة 
بقلم الأديبة سميرة عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق