الأربعاء، 13 يوليو 2022

نص نثري تحت عنوان{{الغائب الحاضر}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{سناء الدليمي}}


الغائب الحاضر

 ذاتَ مساء لمحتُ  طيفه من بعيد  خلف أسوار المدينة في حينا القديم في ذلك البيت العتيق بدأ يقترب شيئاً فشيئاً بينما انا هممتُ بلم شتات روحي المبعثرة
فقد مرّ على غيابه زمن طويل تقدمت بخطى مثقلة نحوه فوجع فراقه سلب مني  الكثير
 وجعلني خاوية القوى
لكن قلبي سبق خطواتي  وما أن اقترب حتى عانقته روحي وقلبي معاً  كانت روحه تحلق في فناء الدار  كفراشة تتحول من زهرةٍ إلى زهرة ثم تركن حيث كنا نجتمع تحت ظلال الأشجار الوارفة باوراقها الخضراء ونحن نحتمي بها كلما لاحت الشمس بالافق  ولفحتنا بحرارتها الشديدة
نركض ببراءة الأطفال إلى آنية من الفخار الكبيرة المليئة بالماء ونغمر رؤوسنا بها  وسط ضحكاتنا التي تعلو وتملأ الافق  ببهجة ذلك اللقاء وسرعان ما اصحى من نومي وانظر يميناً ويساراً  ولن أجد غيرَ نفسي تحدثني أنَّ كُلَ ما مرْ
كان عبارة عن حلم  كانت روحي تتناغم فيه مع ذلك الطيف الذي جاء من بعيد   ربما تاقت روحه إلى أيام الصبا ونحن نمرح ونلعب في ذات المكان تركنا فيه أمانينا علنا نجتمع من جديد .

سناء الدليمي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق