الأربعاء، 17 أغسطس 2022

قصيدة تحت عنوان{{مَلكٌ مَهزُوم}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


مَلكٌ مَهزُوم
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
كَيفَ لِي  أن أستنشِقُ  النِسيانَ
 والهواءُ  مُلَوَّثٌ  بِالذكرياتِ؟
وكيفَ لِي أن أغْفَلَ حَيًّا بداخِلي
وأعلنُ فِى تَكبُّرٍ أنَهُ مِنَ. الأمواتِ
أحضَرتُ جميعَ دفاتِرِي والرسَائلَ
   الحمراءَ والزرقَاء وجَلستُ
   أسترقُ السَّمعَ في كُلَّ سَطرٍ
فَهُنا كَانت فَرحَةً وهُنا كَانَ البُكَاء
أشعلتُ نارًا علَّني أحرِقُها وأعلنُ
 الحِدادَ على مَنْ رَحَلَ مِن حياتي
أَبتِ النارُ أن تَأكُلَ أوراقُكَ وكَأنَني
 أشعلتُ نارًا في اعمَاقِ البُحيراتِ
أنتَ مَن  أبحتَ خِدَاعي  وقَتلتَ 
          أحلامي البريئاتِ
وفي ساحةِ الدنيا تَركتَنِي وحيدًا 
       ونَكَستُ فيكَ راياتي
وصببتَ  غدرَكَ  صبًّا  وأتقنتَ
            فَنَّ. الطعَنَاتِ
ونهشتَ مشاعري نهشًا كَضِباعٍ
        في حروبِ الغَابَاتِ
وألقيتَ  القبضَ  على فرحتِي 
      وأطلقتَ سَراحَ آنَاتي
ورميتَ بي فى بحرٍ وأنا عاجزٌ 
            بِلاَ شِرَاعَاتِ
وجلستَ تَستَرقُ السمعَ بينَ الناسِ 
             عَن مَلكٌ
تَركَ عَرشَهُ من أجلِ مجهولُ آتِ
ونسيتَ أنَّ المَلكَ سَيبقَى مَلكًا 
    ولَوخُدعَ بِزَيفِ القِنَاعَاتِ
نعم أعترفُ  أنَني ملكٌ مهزومٌ 
أعترفُ  بسذاجتي  وغفلاتي
استأمنتُ ذِئبًا ونمتُ وفتحتُ
        حدودَ ضَيعَاتي
وألبستُهُ  تاجَ  العفَّةِ  ومنحتَهُ 
        الألقَابَ والقِلاداتِ
وحَسبتُ نَفسي في مَأمنٍ من 
 ويلِ الغَدرِ ومِنَ الجِراحَاتِ
أعتَرفُ بِشرِّ مافعلتَهُ لا اُنكرهُ
     فَأنَا مَن صَنعتُ مَأسَاتي
ولكن  مَن زَرعَ  الحبَّ  وسقاهُ 
      بِالصَبرِ ونزيفُ الآهَاتِ
قادرٌ  أن  ينتزِعَهُ  من  ضلوعٍ 
 بَاتت مُهشَّمةً من قُوةِ الطعنَاتِ
إن كانَ النِسيانُ يصعُبُ الآن 
فَاعلم أنهُ يَومًا سَيُضِيءُ حياتي
لاتَسخَر منِّي وصبرًا زمنُ النِسيانِ
             آتٍ آتِ
هنيئًا لكَ حياةُ الذئابِ سيدي 
ولي اللهُ  في برائتي وانكساراتى
    اضحك ماشئتَ الآن
لكَ انتصَارُكَ المَزعُومُ ولي هَزائمي
        ولي ويحاتِي
لم يحكُمُ الزمانُ في أمرِنا بعدُ 
   لاَتَنسى بيني وبينكَ غدٌ آتِ
•••••••••••••••••••••••••••••••••••

حسام الدين صبرى/ديوان/بقايا حلم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق