الأربعاء، 7 سبتمبر 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{لم يتعمد هجراني ولكن هجرته بكل بشاعة}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الأستاذة {{ظلال حسن}}


لم يتعمد هجراني ولكن هجرته بكل بشاعة 

صاحب الدكان يقول: إنه سارق محترف 
وجارتنا تقول: إنه بذيئة كلماته 

وحينما افتقدته وسألت حارس الجامع الذي بين بيتنا وبيته قال لي: إنه لم يرَ شخصاً كهذا في حياته، 
ورفيق دربه يقول: إنه ظالم بكل ألعابه معه، 
ومعلمه يقول: أنه طالب مشاغب، 
وأطفال الحي يرتعبون عند قدومه، 
والجميع يلقبه بالوحش، 
إلا أنا حينما رأيته لأول مرة كان يسقي الزهور التي على الأرصفة، 
ومرة أخرى رأيته يبكي مع الطفل الذي تعثر بالطرقات، 
ومرة أخرى حينما حمل الأكياس من يد الرجل العجوز، 
وآخر لقاء أول لقاء جلست بالقرب منه حتى تبادلنا الحديث حتى أخذت أسئله عن حياته فصمت ولم يجب حتى قال: قد يراك العالم إنساناً سيّئاً لكن لا أحد يسألك لماذا أنت هكذا؟ حتى تغيرت ملامحه وشد على يدي بقوةٍ وأخذ ينظر إلى عينيّ سحبت يدي وأنا أرتجف خوفاً وهربت منه مسرعةً وأنا تعصف بي أصوات الأشخاص وهم يحذروني منه
حتى غاب واختفى ولم أجد له أثرراً، 
وبطريق الصدفة وأنا في طريقي إلى المنزل ناداني صاحب المقهى الذي كان يرتاده حتى قدم لي ورقة كتبت بخط يده يقول فيها: قد كنت شخصاً سيّئاً 
لكن حين تغيرت لأجلك تركتِني أتذوق مرارة الألم لكن لا بئس فقد استطعتِ ياسيدتي أن تروضي ذلك الوحش بسحر عينيك

ظلال حسن 

العراق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق