جَفَّتْ الصُحُفُ...
بقلم سناء شمَّه... من العراق.
أتُراكَ أدميتَ مِعصمِي
وأقمتَ طقوسَ الخرافاتِ
ثمَّ انتشيتَ ثمِلاً برائحةِ البخورِ؟
ظنّكَ ألقيتَني في غياهِبِ هواكَ المزعومِ
وأعلنتَ جنونَ انتصارِكَ مع الريحِ
وأنّكَ حلّقْتَ مع أسرابِ الطيورِ
تُكابدُ بعينِ الرمادِ أنْ تخترقَ السحابَ
وتنامَ قريرَ الجفنِ على وسادةِ اللّظى
أ تحسَبُ أنَّ الأبوابَ مُفتَّحةٌ حيثُ تُريدُ؟
وتأتيكَ أطباقُ الحواري؛ إنْ سهمُكَ أصابَ
وتقولُ: هَيتَ لكَ، ياسلطانَ الهمومِ
الفصلُ الأخيرُ أجهضتَهُ بضجيجِ اللّوَى
وختمتَ بأصابعِكَ المبتورةِ أوراقَ الشقاءِ
إيّاكَ أنْ تقربَ مدينتِي، وتسارعَ لخلجانِي
لتُفتِّشَ عُمياناً عن جوهرةٍ رميتَها
فالتقمَها الحوتُ في موجِ الدُجى
وعساكَ بدعوةِ يونسَ تنفرجُ أقطابُكَ
وتميلُ كلَّ الميلِ على أكتافِ غفراني
إنْ كنتَ مُسمِعاً مَنْ في القبور
ليأتِيني برهانُكَ موصولاً بصاعقةٍ
فهلْ تشُقُّ القلبَ الميِّتَ في معجزةٍ
وترطمُ جبالاً راسياتٍ لتُذهِبَ الخرابَ؟
والذي فلقَ الحَبَّ والنوى،
لو خَمّرْتَ أشواقَكَ كأعوامِ أهلِ الكهفِ،
وهذا خارقٌ ومُحالٌ؛
ما باسطةٌ كفِّي إليكَ، ومادلَوتُ بسقائِي
فالزمْ قارعةَ الندمِ في خِلسةٍ
كي لا يراكَ سيّارةُ العاشقينَ
وتنفرَ من راكدٍ كَمَنْ يتخبَّطُهُ المَسُّ
أوَتدري بما جرى؟
هرمَ الشريانُ بنقيعِ الأسَى
وصوتُ البلابلِ خرسَ بمزاميرِ البكاءِ
عَلامَ يتبضّعُ الشريانُ من هوىً مقتولٍ؟
إنْ جَيّشتَ أساطيلَ الوِدِّ برقائقِ الوصالِ
فلا تطرقْ مغاليقَ أحرقتَها بشرارِ تغافلٍ
رُفِعَتْ الأقلامُ، وَجَفَّتْ الصُحُفُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق