الأديبة د. تغريد طالب الأشبال
………………
(جاء دوري)
من ديوان(معتقل بلا قيود) ج١ ص٤١
……
ويلَتي قَد جاءَ دَوري
قيلَ لي: أينَ مِدادَكْ؟
أينَ قِرطاسكَ يا هذا؟
فَقد جاءَ الشهودْ…
قُلتُ: ما عِندي،ولكِنْ
كُلُّ ما عِندي يَقينٌ
قَلمٌ يَكتبُ شِعراً
طاهِراً عِطراً يَجودْ…
قيلَ: أُكتُبْ
:أينَ أَكتُبْ؟
ما سَأَكتُبْ؟
:قيلَ خُذْ شَقَّاً مِن الأكفانِ واكتُبْ
بِمِدادِ الرِيقِ
مُذْ بِدءِ الوجودْ…
مُنذُ أنْ جِئتَ إلى' الكَونِ فَريداً
وإلى' أنْ جِئتَنا فَرداً وَحيداً…
بينَ ميلادِكَ واليومَ
سَألناكَ فَوافينا الرُدودْ…
قُلتُ: حاضِرْ
سَأُناظِرْ
فاسمَحوا لِي
إنَّنِي عَبدٌ بِلا حَولَ
ولا قُوَّةَ،لكِنِّني أعرِفْ
أنَّ لي في العَيشِ مقدارٌ
وَلي أيضَا حِدودْ…
وَضَعتنِي أُمِّي وَالتَكبيرُ يَملَأ أُذُني
أرضَعَتنِي الدِينَ لَقمَاً
هوَ إسلامٌ، مَسيحٌ وَيَهودْ…
ثُمَ قالَتْ:
إنَّما الدِينُ هوَ الإسلامُ عِندَ اللهِ
لا تُمسِي مَسيحاً
وحَذارِي وَلَدِي يَوماً تَهودْ…
وخَشَيتُ اللهَ في سِرِّي
وإنِّي مُوقِنٌ
إنِّي إلَيهِ سَأعودْ…
أحمَدُ اللهَ كثيراً
في قِيامي والقُعودْ…
ما عَمِلتُ السُوءَ يَوماً
أرتَجِي وَصلَ نَبينا
أرتَجي مِنهُ لِيَشفَعَ لي بِجودْ…
واحتَرمتُ الآلَ حتى' العِشقَ
تَطبيقاً لِتاريخِ المواثيقِ
ودِستورِ العُهودْ…
لَمْ أُسِئ لِلخَلقِ يَوماً
لَم أُنافِقْ
لَم أكُنْ نَمّامَ لَم أغتَبْ
ولَم أرقى' على' الأكتافِ
حُبَّاً بِالصعودْ…
كُلُّ ما أملِكُ قُرآناً
وقِرطاساً، مِداداً
وحَصيراً للسجودْ…
فافعَلوا بِي ما يَراهُ اللهُ حَقِّي
فَبِحُكمِ اللهِ راضٍ
إنَّهُ ربٌّ رَحيمٌ
إنّّهُ ربٌّ رَؤوفٌ ووَدودْ…
لَستُ بِالجَنّاتِ أطمَعْ
إنَّما أطمَعْ بِأمنٍ وأمانٍ
وسلامٍ
يَعتَلي الإسلامَ (يا ربِّي)
لِيَرقى' ويَسودْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق