من غيركِ
________________________________
مَنْ غَيركِ يَأتِيني بِالأفراحِ
منْ غَيركِ يُداوى جراحي
منْ غَيركِ يُوقدُ الشموعَ
وعَينَيهَا سَاحتي وبراحي
من غَيركِ تُهديني طَوقَ
اليَاسمين وتُغَردُ
عُصفُورةٍ في صبَاحي
وتَصنعُ منَ العنبرِ قهوتي
وتَسكُب العِطرَ في الأقداحِ
من غَيركِ يروي صحَرائي
ليكونَ الَلوزُ لَوزا ويكُونَ
التفَاحُ تفَاحا
أولَم تَدري
أنكِ أنكِ حُلمي المُنتَظر
وحينَ صَالحني الزمانُ
كُنتِ أنتِ السماحَ
أولم تَدري
أنكِ في نهاري شمسٌ
وفي لَيلي قمرا وفي الظلامِ
أنتِ مِصباحي
وأنتِ في الصيفِ مِروحتي
وفي الشتاءِ مِدفأة فلاَ بردُ
ولا رِياحِ
منْ غَيركِ هُدى القلب
في زمنِ
الضلالِ وغُربةِ الأرواحِ
أنا على يَدَيكِ
تعلمتُ العِشق تعلمتُ الرسم
ونهرَ الشعرِ أطراحي
وكُنتُ ملاكا وشريرا، كنتُ
القدِيسَ والسفَاحَ
فلاَ تسأليني من تَكُوني
في قلبي
أنا مَاسألتُ بحرُ عَينَيكِ لماذا
إختارني سبَاحَ
ومَا سألتُ الشعرَ كيفَ
بِسرُ عَينَيكِ يُولدُ والسرُ
غَيرُ مُباحِ
مضيتُ دونَ أن أسأل ولا
أعرف كيفَ عشقتُكِ ولماذا
لأجلكِ الزمانُ أطلقَ سراحي
دخلت مُدُن الجنونِ والأوهامِ
دخلتُ ساحةِ الحربِ بلا سِلاحي
ومشيتُ خلفَ طيفكِ نُورا
نُورا يشُدُني
وباقي النساءُ أراهُم كالأشباحِ
واستباحَ الزمانُ كُل شيء
وأنتِ
ياامرأة مُقدسةً فلا تُباحي
تَجفُ الزهور وتذبُل
وأنتِ ناضرةٌ
وأنتِ ساحرة وعطركِ فواحُ
في العشرينِ جميلةً،
في الأربعينِ أجمل
وإن بلغتِ الستِينَ سَتهزمي
النجمَ والقمرَ الوضاحِ
لاتقلقي
فمَا على الأرضِ امرأةٌ مثلكِ
أخذت منَ البحرِ من الربيع
منَ النسيم والألحانِ فاهدئي
فاهدئي وارتَاحي
حتَى القلم فيهِ تتحكمين،
يسردُ لكِ
أوجاعي وآهاتي موالِ شوقٍ
يشدو بهِ كُلَ صدَاحِ
أنا مَاعشقتُ غيركِ في حياتي
ياوطني الأمن كم تشردتُ سَواحِ
إن كانَ العشقُ طبيعةَ الرجال
أنا لأجلكِ سأغيرُ الطبيعة
وأُسلمُكِ فرسي ورمَاحي
أنا غَزوتُ
سَيدة الورد ولستُ بأحمق
لِأحَاولُ غَزوَ الأشبَاحِ
من غَيركِ ستُ النساء
زرعتِ الصدر حقول شعرٍ
وعلمتِ القلبَ كيفَ
يكونُ الصياحِ
يانار عشق تحرقُ أوراقَ عُمري
لأجلكِ وهبتُ أيامي أضاحي
_____________________________
حسام الدين صبرى/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق