الأربعاء، 4 يناير 2023

ج(الرابع) من قصة {{رجل تحت جلد إمرأة}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


القصة الطويلة

رجل تحت جلد إمرأة

الجزء الرابع

بدأ التخلي عن كل شيء ؟
سميرة مستسلمة وأوشكت على السقوط الحر بعد ان شعرت باليأس . ومن العدم يد تشدها بقوة نحو الحياة . هي مغمضت العينين مستسلمة لقدرها . فتحت عيونها لتجد من كان سبب كل ما هي فيه يقف أمامها . ومن دون اي تردد صفعته بقوة . ففتح ذراعيه بكل ثقة لترتمي بين أحضانه . انفجرت بالبكاء بعد شعرت بالأمان بحنضه . 
شعرت بالإختناق وشهقت بقوة وكأنها سحبت كل الهواء الموجود بغرفتها لتفيق من حالة اللاوعي الذي دخلت فيها . لم تكن نائمة ، هي حالة من اللاوعي . عيناها مفتوحتان وعقلها مستسلم للقاء الأرواح !
دخلت بحالة مشابهة تماماً لفقدان الإحساس بمحيطها . كان ذلك العرض السينمائي والأشخاص والسقوط الوشيك حقيقة .
أغمضت عيناه لتهرب من بين جفونها دعمة حزن وحنين لتستقر على من حملت رأسها بود طوال كل تلك السنين . هي حكاية حرمان روتها تلك الدمعة الصادقة لوسادتها . لتغرق بعد ذلك ببحر النوم العميق . رفعت مآذن مساجد المدينة آذان الظهر وسميرة مازالت تغط بنوم عميق . كانت تحلم بيد كلها ود حنان تداعب شعرها التمري وصوت ملائكي بهمس بأذنها إستيقظي يا أماه . فتحت عيناها العسليتان ببطء شديد ؟
وسام أصغر أولادها يحاول إيقاظها . أمي انا جائع ، لقد عدت من المدرسة . فتحت ذراعيها ليستلقي بحانبها . إحتظنته بقوة كبيرة . سأعيش لأجلكم ياحبيبي .
سميرة لم تخرج من بيتها منذ ثلاثة أيام . كانت تشعر بالأمان داخل مملكتها التي بنتها بدمع العين وعرق الجبين . لكن فكرها مشغول ، وقلبها متخم بالهموم
ذلك الغريب بات لعنة تطاردها في حقيقتها وحلمها . قلب حياتها رأساً على عقب !
قررت ان تتغير ، وأقسمت على نسيانه . بدأت بالعمل داخل البيت كآلة لاتعرف التوقف . وضعت قرصاً ليزري لموسيقى شرقية لترقص على ألحانها .أولادها وإبنتها الوحيدة أصابهم الذهول . وتساءلوا مالذي ألم بوالدتنا . ماذا جرى لها ؟
كانت ترقص وعيناها غارقتان بالدموع . وارتسمت على شفتيها إبتسامة كاذبة . تظاهرت بالسعادة والنشاط . لكن الكل كان يقرأ بوضوح غير ذلك .  بعد ان شعرت بالتعب دخلت غرفتها لترتاح . دخلت عليها إبنتها الوحيدة . أمي مابك ؟
لاشيء ياحبيبتي 
أنا بخير كما ترين أعمل بجد ونشاط ورقصت لساعة كاملة 
أمي .. أنت لست على مايرام 
لا يابنتي انا بخير 
لاتشغلي بالك بي ، إهتمي بدراستك هي رأس مالك بهذه الحياة . نجاحك هو حلمي فلاتخذليني ياعزيزتي .
خرجت البنت لكنها لم تكن مقتنعة بكل كلمة قالتها إلا بأمر واحد ؟
بأن إبنتها هي حلمها . في عصر اليوم التالي خرجت من منزلها للتسوق وإذا بمحمد يقف عند ناصية الشارع يدخن بشراهة . شعرت بأن قلبها سيحطم أضلاعها ليخرج من ذلك الحيز الضيق الذي يكاد يخنقه .
حدثت نفسها تماسكي ، كوني قوية . تجاهلي ذلك الثعلب زير النساء . هو يدخن وينظر إليها وهي تقترب منه شيئاً فشيئا . مرت من أمامه من دون ان تعيره أي إهتمام . وإبتعدت عنه كما إقتربت وهو من دون حراك . هذا الأمر أزعجها كثيراً . تغيرت ملامحها وتجهم وجهها . كانت مشيتها تخبر عن حالتها المضطرة
لم تشتري شيء . كان تسير فقط وكأنها هائمة على وجهها من دون ان تعرف وجهتها . وفجأة ؟
صوت رجولي يهمس بأذنها مساء الخير . لكنه لم تلتفت ورائها ، إحمر وجهها وتسارع نبضها وبدأت ترتجف . عاد ذلك الصوت ليكرر على مسامعها مرة آخرى مساء الخير .
إلتفتت للوراء 
محمد هو من ألقى التحية عليها
لم ترد عليه وأكملت طريقها . لكن تلك التحية غيرت كل شيء بداخلها وخارجها . وكأنها كلمة سحرية تسمعها لأول مرة . عادت لبيتها مسرعة ، وألقت بجسدها المرتعش على الأريكة لتشعر بالأمان وتلتقط أنفاسها المتسارعة 
أسرعت بإتجاه نافذة غرفتها المطلة على الشارع لتنظر من خلالها ستائرها . محمد يقف أمام نافذتها . إبتعدت عن النافذة بسرعة . لتخرج بعد ذلك للصالون
لتثير جلبة وضجيج هستيري ؟
رقص معها اولادها من دون معرفة سبب ذلك الجنون المفاجئ الذي أصاب والدتهم . وأثناء ذلك الصخب قرع جرس الباب الخارجي .

                      يتبع

                               الكاتب

                        جاسم الشهواني 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق