الخميس، 26 يناير 2023

مقالة تحت عنوان{{الوصفة السحرية الطبيعية}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{رشيد الموذن}}


مقالة بعنوان :
@ الوصفة السحرية الطبيعية @

إذا فكرنا بما فيه الكفاية باعتبار مكونين اثنين التعلق  والكره عند معظم غالبية الناس ؛ المكونات الأساسية في كل ما يصح القول ، وما يتوقع الفهم على نطاق واسع . أجد فيما يخص مثلا التعلق غالبا ما يكون خوفا أو لحاجة طمعا أو انبهارا بجمال خلقة ، وبما هو مادي ملموس بشكل عام ؛ بينما أرى البغض يكون عادة لخلق حسن أو لسمة معنوية حسية لا تكاد ترى ، أي العملية تضمن كل الأخلاق والأفكار التي تخص الأفراد  الساعين لتحقيق ذواتهم .
وكنمودج بسيط فيما يخص التعلق أسوق مشهدا مثيرا مفاده فرضا إذا وقف فرد يحملق بانبهار في شارع عام ، لاشك  سيجتذب المشهد اخرون ينضمون إليه ، الى أن يضيق الممر ليحفز باقي الناس على أن يسلكوه  ويحتشدوا حوله بدلا من أي تركيز من أحدهم يذكر ، إلى هنا أظن قربتك الى حيث تنتهي الصورة البديهية لأنتقل بك إلى الصورة التي بدورها بنفس الدرجة ، أي بنفس السلوك الفردي ولكن بجهد مضاعف وتحرك به نوع من اللف والدوران في غالب الأحيان كونه خسيسا ، والمعلوم عن كل الطرق الملتوية فهي نتاج لحدوث اصطدام طبيعي ، لشتى أنواع غرائب الأطوار ؛ من حيث قد تجد كائنات تكره النور وتهوى العتمة والازدحام ، وتتحرك في كل اتجاه ، وفي ظل كل هذا من السهل  على كل متفحص أن يكتشفها بقليل من التمحيص ، فإفرازاتها للعاب عند كل ذكر لأشخاص ٱخرين غالبا ما تكون واضحة ، 
وكما هو معلوم لا يجري دون مقدمات اسم على لسان اخر ، إلا لٱفة البغض الزائدة ، أو لغاية ما يوزعها على أول من يصادفه وتاليه فثالثه إلى أن ينعكس الطابع الفردي ويؤثر في غيره من الأفراد ، لتسير الراحلة خلف هذا المنوال حتى ينتفي المصدر ثم يسود دخان منذر بالحريق من دون أن يستوعب الأمر أحد ، وكأن النار اندلعت من دون فتيل ، فتتبدل اراء النفوس بعضها عن بعض ، وذالك حسب تفسير وحيد ، التقصير في إدراك الدوافع الكامنة بوضوح . وهذا نمودج اخر هو من ناحية أخرى أبطأ و يستغرق وقتا أطولا ، غير انه واسع الانتشار ..
لذالك يبدو من خلال هذين المكونين الذي يشبه على نحو ما يحدث في كل الوصفات السريعة ؟! والسؤال هنا يطرح نفسه كيف يمكن تجنب كل هذا ؟ أو على الأقل الخروج منه بيسر ؟
الجواب : ما ينبغي توضيحه من المكون الثاني أبدأ به نظرا لشيوعه أكثر كما. ذكرت . هو محاولة النزوح في كل مرة عن كل زنيم مشاء بنميم  على كيفية عدم مجاراته أو حتى عن محاولة التلاؤم مع رأيه إن كان محبط متصف بهذا الشكل  . والسعي حثيثا  إلى وضع آلية ذاتية في ضوء واضح سمته .* من قال لك قال فيك *
أو . ( إذا جاءكم فاسق بنإ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة )..ولتنظيم حركة التبيان هاته ، حسب رأيي السبيل الذي يجب سلكه هو عدم الاتحاد مع اي راي متحدث في شخص حي أو ميت حد اليقين  مهما كان مصدره ، خصوصا عندما تختلط الأدوار ، وتشتبك الأفكار ، الى حد تجد من المثير من  يسعى تحري الدقة للتشكيك في الوحي المنزل ،  ويحث السعي وراء الحقيقة في كل ما عداه ، ومعظم هؤلاء تراه يراوغ الى البرهنة على أفكاره وكأنها الحقائق بذاتها .
أما فيما يخص المكون الأول الذي أجلناه 
المفروض هنا للشائعات ٱليات ولموجات الجنون طرق يجب في كل مرة التدفق خارج مكانها لكي يتم استخلاص المنطق الخفي الذي يحرك كل حدث بترو وتؤدة ، ليتضح بعد ذالك المشهد أكثر . أو على الأقل اذا تعذر الأمر الإنفلات ولو افتراضا ، بمعنى التغاضي والتجاهل خصوصا فيما لا يعني في شيئ  ولا يهم في أمر .  والعمل بحكم العرف .* دع ما يريبك الى ما لا يريبك  *. وبهذا إذن لن يتحقق أي تخطيط ماكر على الإطلاق..
أخيرا كل ما في الأمر يجب اتخاد منهجا فكريا منسوبا إلى ضوابط شرعية ذو خاصية موضوعية ، والتمسك به لأنه لا يوجد فكر او حدث طرحه اوكتبه أحد له معنى ثابت و حقيقي إلا بنص أساسي من الوحي المجرد من النظريات بمعيار الحقيقة الثابتة . ولنا فيما نطالع ما نشاء سواه من عمل أو حدث لاستخلاص المعاني ، بل حتى وإن استعصى علينا الفهم والتأويل بعيدا عن المدى الذي اراد به صاحبه ، فلا ضير في ذالك ، إنما الصعوبة تكمن في الإضرار بالاخرين ، فكم من شائعات حطمت دولا ، وبسببها عوائل بيدت ، وشعوب شردت ، والعالم زاخر بمثل هذه التفاصيل التي لاعد لها ولا حصر ..
إنه من الجدير بنا أن نستخلص الدروس مما يجري حولنا من آليات تدمير علاقات وأسر وتشتيت عائلات ، وكل هذا ناتج عن عدم الأخد بالأسلوب الصحيح قبل إصدار حكم صريح . ثم إن في كثير من الأحيان تأتي معظم تصرفات الناس من الانفعالات وهي على الاطلاق انطلاقا من الغضب او الحب أو الكيد ..
المهم هنا لا يعني أن نخشى المكر فإنه ؛ ( لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ).
لكن أظن إذا تمكنا من فهم ما يمكن أن نسميه قوانين إعادة التفكير ، فعندئد نستطيع أن نطبقها مرة تلو مرة ..
أما الخشية كل الخشية أن نتحد بكل سهولة مع ظواهر منها ما يضير  ، فهذا ما يزيد الأمر تعقيدا في الحقيقة  لتكسير نفوس قبل لحظتها ، أو إيقاف شغف في مهده ، فيذبل قبل أن يكبر ، ويخفت بريقه قبل أن يتوهج . أو أن نتخلى عن أروحنا الطيبة ونتخلى عن مبالاتنا بكل شيء من حيث نضر بالأخرين ، ونزرع أنفسنا في أرض غير أرضنا ، بالتالي نتروى من نبع غير نبعنا ، لأننا في الاخير سنبكي على حصادنا لاحقا ، فكل مكان لا نشعر فيه بالانتماء نغادره ، وكل صحبة تُشكّل عبئا علينا ننفض يدنا منها، وكل محيط ينتقص منا ويقتلنا ببطء نتركه ،  إن ما يقتل الإنسان حقا هو أن يضع نفسه في غير موضعها . ورب عزلة ضرها نفع..
لهذا أختم القول لتفعيل الوصفة بالكامل يتعين علينا التحقق دائما من معلومات الاتصال لأن لنا أذنان ،  ولا ندخل الى الرابط أدنى الرأس وهو اللسان حتى نتأكد من المعلومات الخاصة بنا ، فنجعل منا في الأخير أناسا يواصلون مسارهم الطبيعي الميسر لهم بلا ضرر ولا إضرار  ، بمعنى نتحلى بالهدوء والسكوت كي تحل  السكينة في قلوبنا لتنعم روحنا بالسلم والسلام ...

رشيد الموذن @

المغرب@ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق