السبت، 25 فبراير 2023

نص نثري تحت عنوان {{محطات الذاكرة ١}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{اطياف الخفاجي}}


 محطات الذاكرة  ١..

كبرنا عقولاً ولازالت ارواحُنا كالاطفال تعشق المكوث في احضان الحنان وطبطبة السكينة، كبرنا نعم ولكننا في حقية الأمر مازلنا ننتظر ان نرضع الدفء من صدر الحاجة لننعم بنومٍ عميقٍ دون ضجيج دون مخاوف دون حلم دون اي شيء يعكر صفو غفوتنا.

لم يخدعنا الزمان، نحنُ من خدعناهُ بطيبتنا.

الكثير من الأحيان تأتي بعض الكلمات على مقاس مانحنُ عليه ان كان فرحاً اوحزناً اومانمرُ فيهِ في ذلك الوقت، فنرى أنفسنا نحب تلك الكلمات كأنها الأجمل.

وحين يكسر فينا خاطرٌ لم نعد كالسابق، تبقى ملامحنا قائمةً ولكن تذبل فينا الشفاه التي كانت تتحدث عن السعادة لان مسامع الروح قد اصابها الخذلان. 

لم يعد باستطاعة الألم ان يتعبنا اوينتقص منا فنحنُ من حفرنا للألمِ قبراً داخل ارواحنا فكان للعزاءِ إقامة دائمة.

حين تُحرم من شيء ولاتجدهُ في متناول يدك تحاول التشبث بأي شيء قريبٌ منك فقط لأنك تود الاطمئنان على روحك التائهة.

حاولتُ ان اسرق من طاولت حيرتي بعضاً من ذنوبي لأرمي بها في وجوهٍ طالما اخبرتني بأنني كعبةٍ دون ذبيح وقربان يطوفون حولها بأنفاسٍ متقطعة يخفون بين سرائر ارواحهم جزءاً من هسيس أيامنا.

أين المفر من حبيبٍ طوق القرب بألسنةٍ من الخطايا والخذلان..
أين المفر من ذبيحةٍ نُحرت دون رحمة ارتفع صوت العمر المجنون امامها لتودع بكلِ وجعٍ آخر الوجوه قبل ان يُراق دمُها. 

مؤلمٌ جداً هو الانتصاف
وكأنك عاجزٌ عن الرحيل ومقيدٌ بالبقاء.

عندما اكتب اتمنى ان تجوب مذكراتي سماء الوفاء فتتحول الى فراشات ناطقةٌ بأسم الحب.

في اغلب الاحيان وكثيراً مايجتمع معك من يتشابه بالوجع وهذا اصعب لقاء.

قد يتهاون البعض في حق نفسه فنجدهُ ضائعاً منهك لم يتبقى منهُ الا اقدامٌ تنتعل الطريق وروح غائبة التحفها الوجع لإرضاء غيرها.

نحنُ مهملون،،،
إلا من الوجع هو رفيق دائم جعلنا دوماً بأنتظارهِ حتى لوعلى ساقٍ واحدة.

اطياف الخفاجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق