الأربعاء، 10 مايو 2023

قصيدة تحت عنوان{{امرأةٌ مِن نار}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


امرأةٌ مِن نار
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وهَبتُ لَكِ الرِمَالَ والأزهَار 
والأرضِ والمراكِبَ والبِحَار
          وهَبتُ لَكِ
الدَارَ  والقَلبَ ومِيراثَ الأشعَار
وهَبتُكِ  نَفسِي  دُونَ  أنْ أُخَيَّرَ
ولَو خُيَّرتُ لَكُنتِ أنتِ مَنْ أختَار
وأطَحتُ بِكُلِّ عَاداتِكِ ونَفختُ
            فيكِ النَار
وزَرعتُ زَرعتُ شِعرِي  بِصدرِكِ 
      وسَقيتُ بِدَمي الأشجَار
وأتقَنتُ فَنَّ الحُبِّ وفَنَ العِشقِ 
        وفَنَّ الثَلجِ والنَار
ووَلْيتُكِ الأمرَ واعتَلَيتِ العَرشَ
            عَلى كَتفِي
ولَقبتُكِ لَقبتُكِ سَيدة الأزهَار
وأودَعتُ ثَروتِي  فِي  عِينَيكِ 
لاَ هِيَ دِ رهَمُ ولاَذَهبٌ ولاَدِينَار
ثَروتِي  كَانت  طِفلاً  غَرِيبًا 
           في الأرضِ  
والنَاجي الوحِيدَ  مِنَ الإعصَار
 حَملَتهُ يَدُ النِسَاءِ ولَمْ يهدأ 
وشَرِبَ مِن ألفَ صَدرٍ ولَم يَشبَع
         ولَمَا رآكِ هَدأَ
   هَدأ وبَاحَ  بِكُلِ.الأسرار 
 استَحلفتُكِ ألَّا تَقتُلي الطِفلَ 
          في صَدري
استَحلفتُكِ أنْ لاَ تُغَيري المَسَار
  وأبقِينِي بَينَ يَدَيكِ طِفلًا 
  وبينَ جَفنَيكِ  رَجُلَ الأقدار
وغَطِينِي بِثَوبِ عَينَيكِ واسقِني
       إنْ جَفت الأنهَار
    وسَمِيني اسمًا جَدِيدًا 
    وامنَحِيني عُمرا جديدا
وشِهَادة  مِيلادٍ  جَديدة  فيها 
  يَكُونُ الحُب وطناً وشِعَار
 واستأمنتُكِ  عَلى حُلمٍ زَرعتُه 
   في أرضِ الخرابِ والدمار
   وسَقَيتَهُ  بِدَمي  ودموعي 
     وأهدرتُ سنينَ إنتِظَار
  كَانَ صَدري أرضًا لَكِ وعَينِي
         كَانَت لكِ مدَار
  وأضأتُ كُلَّ الظلاَمِ فِيكِ كُنتُ 
   النجومَ  والشَمس والأقمَار
         واعتَزلتُ الدُّنيا 
  وأقَمتُ  فِي مِحرَابَكِ ليلَ نهَار
     أكتُبُ الشِعرَ ولا يَكفِيني 
        وأبكِي ولاَ يَكفِيني 
 وأتمزَّقُ  فِيكِ ولا يكفيني حَتَى 
        حَاولتُ الإنتحار
فَأيقَنتُ أنَّ الزُهدَ فِيكِ كُفرٌ بَيِّنٌ 
والتَصَوُّفَ فِيكِ عَارٌ يُورِثُ عَار
أنَا فقط مَنْ رأيتُكِ أيَةً ونَجَوتُكِ
       نَجَوتُكِ دُعَاءً وأذكَار
     كَضَالٍ فِي قُريشَ اتَّبعَ 
         السَحَرةَ والكُفَار
  فَثَروةُ  الفَقِيرِ  وإنْ كَانتُ حُبًّا 
        لاَتُغني إمرأةٌ مِثلَكِ
  وبَرَاءةُ الطِفلِ وإنْ  كَانَت نَادرةً
      لاتَحمِيهِ  منَ الإنكِسار
  مَاحِيلَةُ الطِفلِ  إذا ألقَيتِ بِهِ 
         في جَحِيمَ الغَرقِ
وإن هُدمَ العُشُ  مَاحِيلَةُ الصِغَار
            لا حِيلَةَ لِي
 فِي غَدرِ  امرَأةٍ  سَقَيتُهَا  دَمي
 وحينَ استَنَّ سَيفُهَا ضَربَتنِي 
        في لَحظَةِ إحتِضار
سَقتنِي الكَذبَ كُؤوسًا ورَمتْ بِي 
     كَأُمٍّ تركَت وَليدَها تحتَ
           البردِ والأمطَار 
     مِنَ  اليَوم  أنَا  بِلا عِشقٍ 
              بِلاَ مُلكُ 
      بِلاَ ألحَانُ شَوقٍ بِلاَ عَزفُ
              بِلاَ أوتَار
      يَاسِرَّ العُمرَ كُلهُ إني غَدوتُ
              بِلاَ أسرَار

•••••••••••••••••••••••••••••••••••• 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق