الثلاثاء، 6 يونيو 2023

نص نثري تحت عنوان{{ما أبهى التّملّص منك}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{داود بوحوش}}


((ما أبهى التّملّص منك))

سكّين أنت
و الذبيح نحن
ترفّقي...ترفّقي
و جُودي بكبح
ففراملنا اهترأت
لا الشّدّ يجزي
و لا الجذب يجدي
عويصة هي منزلقاتك 
و مسافة الأمان 
قصيرة جدّا
ما عادت لردّ الفعل تكفي
جموح أنت
و السّاحات باتت مُقفرة
و غضروف الرُّكبِ تآكل
و الفرسان تهاوت
 ما عادت تصلح للرّكض
تلطّفي...تلطّفي
ميّتون لامحالة 
ما جدوى الطّعن 
و قد صرنا إربا 
لا مشاعر و لا أحاسيس 
في الروح تسري
كل يغنّي على ليلاه
في دجى الليل
حتّى مطلع الفجر 
و لا فجر يلوح في الأفق
قارب في مهبّ الرّيح 
قد يدرك اليابسة 
ذات ضربة حظّ 
و من يدري
لعوب أنت مخادعة 
و المأسوف عليه أنا
ما عاد يستهويني اللّعب
أرسلتك خلف الشّمس 
و إن تمسّكت بتلابيب السّماء
توسّلت أم لم تتوسّلي 
لن تزعزعي صمتي
منحوتة على اللّوح المحفوظ 
أطوار قدري
أرسلتك خلف السّماء 
لا اليوم... بل من أمس
طالق أنت بالألف
فالثلاثة ما عادت غليلي تشفي
سأحياك مزهوّا بلا نغص
ما أبهى التّملّص منكِ

       ابن الخضراء
 الاستاذ داود بوحوش

 الجمهورية التونسية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق