الأربعاء، 4 أكتوبر 2023

نص نثري تحت عنوان{{صهيل مجاز}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{حاتم بو بكر}}


صهيل مجاز

ممتد هنا الأفق 
يحمل صهيل مساجين الليل
خيالات تجوس الأمكنة 
تنادي ربيعا اشتاقت إلى رؤيته
إلى مداعبة انكشافات
كانت تتجلّى على خدود كحل النساء مهرجان ألوان
وهنا يعتمل لها الصدر ويرقص السؤال:

أأنكرت وجه تراب الأرض ؟
كقهوة صباحي
التي رأت سكّرها علقم
أيكون للإشتياق طعم خليط الجنون والمجون؟
كلّ تفاصيل الأرض هنا على طاولة قهوتي شاحبة
أغمسها في الإثارة وما تستيقظ
أجمّلها بإحساسات الصباح وما تضحك
تبدو بالية كرقصة شاردة
أحاول تجميع تفاصيلها وهي هاربة
عابثة لا معنى لها يُوهمك بالحياة
 كبسمة سيجارة يأكلها الإحتراق، لغتي
تتصادى ومجون الطريق الهائج
تحاول انتزاع وجه الرّبيع
وجه الانتحار من الوجود
استرجاع علامات الفرح عنوة
تقنع قهوتي المرة
بأنها ألذّ حين يخالطها السكّر 
ويداعبها رضاب الإحتياج
ها أنا ذا أُريق عليها المجاز
والمجاز يختمر ويفيض
وما يستوي مزاج التراب الأخضر
أراه إشتهاء وحنين
يُخفي أسرار الفرح والإمتلاء
وجهه يُخبِرك بهوية الجميل
بالإشتياق إلى حفلة راقصة كقهوة
لا تستفزّني إلاّ في المساء
منكرة لطعم فهوة سائر البشر

ح.ب

تونس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق