الثلاثاء، 19 ديسمبر 2023

نص نثري تحت عنوان{{رفضت دعوتي}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{قاسم الحمداني}}


رفضت دعوتي
................ 
دعوتُها للرحلة معي 
فأوجست خيفة في  نفسِها 
وتلاطمت أمواج عينيها 
كأنها غارقة في موج لا نهاية لهُ 
تفاجأة من طلبي 
وأحمرت خدودها من شدة التعجبِ 
أبتسمتَ وبان من ثغرها البسام 
صف من اللولؤ والزمردِ 
أرادت أن تنطق بكلمة 
لكن خجلها غلب على جوابها
سرحت طويلاً كأنها سترحل 
كالقمرِ في ليلة ظلماء قد أفلِ 
++++++++++
أردت منها اللقاء لوحدنا 
نسير....  نتكلم..... 
نجلسُ بمفردنا 
لا أحد يزعجنا.....  
ولا عذول يحسدنا 
نظرت بوجهي طويلاً 
وصب العرقُ من محياها 
أنتظرتُ الجواب من شفتيها 
لكنها أنتظرت دقائق حتى أباحت بجوابها
لا أستطيع الذهاب معك 
لا لكوني خائفةٌ من الرحلة
 ولكني مكسورة الخاطر 
والحزن يرابط أين ما حللت 
أمنيتي أن أرافقك..... 
وأتحدث معكَ
 ربما تخرجُني من عزلتي 
فإني أجدك الرجل المناسب للرحلتي
لكن لاحيلة من أمري  
++++++++++++
تعجبتُ من جوابها 
ومن ردها على طلبي 
جاءها الجواب من قلب مجروح 
يا سيدتي: قلبي وقلبُكِ قد كسرى 
وأردت أن أعينكِ وأعين نفسي 
وأن تجبرُي  خاطري 
وأجبر خاطركِ
وننسى شيئ يسير من حزننا 
لعل بسمةً يتيمةً تحيا فوق شفتينا 
 يا سيدتي تعالي نصلح
 ما أفسده بنا الدهر 
ونعيش حياتنا وننسى الحزن 
فالدنيا قصيرة وأعمارنا أقصر 
فما أجمل أن نحيا كالطيور 
من غصنٍ إلى غُصنِ تطير وتستقر 
في أعلى الشجرِ 
الدنيا فانية وحياتنا منتهية 
فهاتي يديكِ ولنخرج من قوقعة العذاب 
ولنزرع زهرة يشم عطرها الأجيال 
لعلها تكون  ذكرى جميلة لكلينا
................ 
قاسم الحمداني

   العراق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق