وإنْي حَلِيفكِ
.............................................................
أنَاحَلِيفُ السُهد وحَلِيفُ الَليل
وحَليفُ السَفرِ بلا عُنوان
أنَا حَلِيفُ الخَمر بِعَينَيكِ فَلا
تُسكِرني إلاَ تِلكَ العَينَان
لِي قَلبُ كَمَا العُصفُور
لا يُحَلقُ أبدًا في غَيرِ النُور
وبِأشْوَاقِهِ يَشْدُو ألحَانا
فِي عَينِ الدُّنيا، أنَا رَجُل
وفي عَينكِ أنتِ أنَا طِفلٌ
تُأويه جُزُرُ الرُمَان
أنَاحَلِيفُ عَينَيكِ
فَمَا لِي عَلى الأرضِ غَيرهِمَا
غَيرهِمَا صَديقَان
هُما تَرانِيم مِيلادي وهُما
شموعُ المَغفِرَةِ
وبِرغمَ البَحرِ هُما مِدفَأتَان
فَإنْ خَانوا كُلَّ الحُلَفَاءِ
أنَا أبدًا لَن أخُون
أنَا حَلِيفُ الوَرد والشَوكَ
وحَليفُ المَوت والحُزنِ
وحَليفُ الجُنون
أُحِبُ فِيكِ كل شَيءٍ وإنْ
آتَى بِغَيرِ أوان
أحِبُ البَسمَة تَحمِلنِي
وأحِبُ الدَمعَة تَجلدُني
وأُحِب الصَمت يُعَلِمُني
أنَّ
بَلاَغَةَ العِشقِ هيّ صَمتُ
بينَ العَاشقين
وٱحِبُ فِيكِ طفُولَتي فَإن
شَابَ الطِفلُ في وجهي
تُحَارِبِينَ تَجَاعِيدَ الأحزَان
أنَا حَلِيفُ الشِتَاء لِأنَ الشِتَاءَ
فِي عَينَيكِ
في أيلُول مِثلَ نِيسَان
أنَا حَلِيفُ الصَيفِ لِأنَّ تَمُوز
يَجلِدُني فَيُهدِيني صَدرُكِ
مِروحَتَان
وحَلِيفُ الزَنبقُ إذْ اجمَعُه
مِنْ عَينَيكِ لِأُزَيَّن الشَفَتَّين
أنَا حَلِيفُ النَغَم فَأجمَعُ مِن
صَوتكِ أوجَاعَ النَاي
وعُذوبَةَ الكَمَان
لأسْمَعَ فِي صَوتِكِ مَاهِوَ أعَذَبُ
من تَغريد العصَافيرِ وهيَ
تَشدو بأرقَِ الألحَان
أنَا حَلِيفُ المَوج لِأنَ المَوج
بينَ يدَيكِ
يَحمِلُني بَعِيدًا عَنِ الشُطآن
فَيستَمِر البَحثُ في كُنُوزَكِ
ويَحلو فِيكِ المَوتُ غَرقًا
وفيكِ يَحلو نَزِيفُ الشُريَان
أنَا حَلِيفُ الشَمسِ لِأنَ الشَمس
في جَبينَكِ
تُغَيَّرُ تُغَيَّرُ ملاَمحِ الأزمَان
فَلاَ شَمسُ الصَيفِ أعرِفُها
ولاَشَمسُ الشِتَاءِ تُدَفِيني
تَكفِيني شَمسُكِ أنتِ التي
جَعلت مِنَ الفَقيرِ سُلطَانِ
أنَا حَلِيفُكِ حَتَى يَجِفَّ النَهر
وحَليفُكِ حَتَى يَكُفَّ الطَير
وحَلِيفُكِ حَتَى يُصبِحُ شِعرِي
بَعضُ من هَذَيان
أنَا حَلِيفُكِ حَتَى الجُنُونَ
وحَتَى اللاَشَيء وحَتَى
تَكُف الأرضُ عَنِ الدورَان
أنَا حَلِيفُكِ
ٱعلِنُهَا وأنقُشُهَا وسَأوَرِثُهَا
حِينَما أتَلَحفُ الأكفَان
كَيفَ لاَ أكُونُ حَلِيفُكِ؟ وأنَا
وأنَا مُشَرَدٌ بِلاَ وطَن
وأنتِ الأوطَان
فَإني جَمَعتُ تَارِيخِي كُلَهُ
فَوجدتهُ صِفراً
أمَامَ امرأة تَزِنُ الأرض بِالمِيزان
أنَا حَلِيفُكِ
مَهمَا تَحَالَفَ عَلَينَا الزَمَان
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى