الخميس، 21 مارس 2024

قصيدة تحت عنوان{{أُمَّي}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{سامي يعقوب}}


 الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَةِ التَرقِيْم .


أُمَّي ...

لِروحِكِ الرَحْمَةً و السَلَام ، تَغَمَدَكِ الله بِوَاسِعِ رَحْمَتِه ، و أَسْكَنَكِ فَسِيْحَ جِنَانِه .
13 / 11 / 2016 .

               **********

أُمَّي !!! ، يَا نَبْضَاً حَيَّاً فِي دَمَّي ...

نَبْضَاً نَسِيَتُهُ طُفُولَتُكِ ، قُرْب حَيْفَا حُلُمَاً مُتَبَسِمِ ...

حَدِيْثُكِ حَوْلَ مِدفَأَة الجَمِيعِ : عَن أَيَامَ البِلَادِ ، و الزِرَاعَةِ و لِلحَصَادِ جُمُوعَ المَوسِمِ ...

كُنْتُ صَغِيْرَاً يَا ابْنَةَ كَنْعَان العَجُوز ، و مَا نَسِيْتُ فَلَسْطِيْنِيَةً فَاضَت الروحُ مِنْهَا لِبَارِيْهَا ( فَلَسْطِيْنَاً ) تُغَنِي بِتَنَسُمِ ... 

ذَكَرْتُكِ لَمَّا سَأَل كَنْعَانِيُّ عَتِيْق ؟ ، كَيْفَ هُوَ الكَرمِل الآن ..
و أشْجَارُ السِنْدِيَان ..

أَجَبْتُهُ بُابْتِسَامَهٍ ؛ عَزَائِمُنَا مِن عَزِيْمَتِهِ ، شَامِخَا مَا فَقَدَ الهُوِيَّة ، مَا زالَ جَمَالَ الأَوْسَمِ ... 

فَقَالَ لَنَا الجَمِيعَ أَبْنَاءَ أُمِي
كُنْتُ وَاثِقَا فِيْكُمُ ؛ حَمَلْتُم ذِكْرَاهُ عَنِي غَيْرَ مُقَسَمِ ...

مِن زَعْتَرِهِ - تَحْوِيْجَتَهَا العَجُوزُ - نَكْهَتُهُ مَا زَالَت فَلَسْطِيْنَاً لإِحْسَاسِ شَمَّي و مَبْسَمِي ...

مُنْكِ أُمَّي ؛ حَفِظْتُ تَضَارِيْسَ الهُنَاكَ ، و كُلَّ الطُرُقَ القَدِيْمَةِ و دَرْبٌ لِبَحْرِ حَيْفَا تَنَسُمُي ...

شَمْعَةً ضَاءَتَ طًفُولَتَنَا مِن عُمْق الصِعَاب ، و زَرَعَتْ نَدَى يَدَيْهَا فِي نُفُوسِنَا جَمِيْلَ المَرْسَمِ ...

تَعِبَت كَثِيْرَاً و جِدَاً و مَا أَشْعَرَتْنَا ، بَل أَشْعَلَتْنَا ضُوءَ رُوحِهَا  ضُوءً لَنَا ، ضُوءٌ لِمَا رَأَت مِن دَيْسَمِ ...

أُمِّي ؛ يَا بِنْتَ أُم البِلَاد ، كُنْتِ لَنَا وَطَنَ المَنَافِي و فُؤَادَاً ثَانِيَاً لِجَمِيْعِنَا ، يَا أَنْتِ دِفْئِي و بَلْسَمِ ...

أَرَاكِ أُمَّي دَوْمَاً هُنَا ، و الآنَ دَومَاً ، فِي بَارِحَتِي كُنْتِ حُضْنِي ، و أَمْسَاً ، و قَبْلَ اَمْسِي كُنْتِ أَنْتِ بَوَاسِمِ...

أُمَّاهُ إِنَّ فَلسْطِيْنُ اقْتَرَبَت مِنَّا كَثِيْرَاً ، نَصْرٌ  قَرِيْبٌ يَا أُمَّي فَتَوَسَمِ ...

أُمَّاهُ شَوقِي و مُهْجَتِي أَنْتِ ، كُنْتِ طَيْفَاً فِي مَنَامِي و فِي كُلِّ صَحْوٍ أَرَاكَ أَمَامِيَ بِالجَمَال تَتَجَسَمِي ...

يَا نَبْعَ الحَنَانِ  و فَيْضَ العَطَاءِ كُنْتُ و سَتَبْقِيْنَ دَومَاً ، أَنْتِ يَا رِيَاضَ الرَوَاسِمِ ...

سامي يعقوب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق