الخميس، 18 أبريل 2024

قصيدة تحت عنوان{{ ألا عودي}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


 ألا عودي

ألا عودي فقدْ تعبتْ جُهودي**وضاقَ العيشُ في وسَطِ القُـرودِ
بكى التّفكيرُ في وطني سنيناً**وسال الدّمعُ مِنْ فوْق الخدودِ
وطلّقَتِ المـدارسُ كلّ نهْجٍ***يُفكّرُ في الخـــلاصِ مِنَ القـــيودِ
فعودي يا مَنارَ الفكر عودي***وجودي بالحضارةِ في الوجـــودِ
أحبُّ السّيرَ نحْو الشّرْقِ فجْراً***وفوْقَ عَمامتي مَجْدُ الجــدود
////
أفتّشُ عنْ خَيالكِ في خيالي***وأسألُ عنكِ من سَهروا اللّيالي
ذهَبْتِ ولمْ تعودي منذ عَهدٍ***تتكــــلّلَ بالرّفيعِ من الخـــصالِ
وكُنتِ من العذارى في عُصورٍ***لكِ الشّــعراءُ غَنّوا بالجـــمالِ
رَمَوْكِ بعُسْرِ فهمكِ في ضلالٍ***وَساموكِ المهانةَ في الفِــــعالِ
وأنت منَ البهاءِ أراكِ شمْساً***أشِعّتُها اسْتـقرّتْ في خَيــــــالي
////
لساني لمْ يَعُدْ يجِدُ الرّفيقا***وقدْ كَرِهَ الرّكاكةَ والنّهــــــــــيقا
وذهني طالهُ الإرهاقُ لمّا***أضاعَ الفــــــقْهَ وافْتـــقدَ السّليقا
تعثّرَ في التّعلّمِ منْ زمانٍ***كأنّه في الكرى أضْحـــــى غَريقـا
وحولهُ في الورى أعجازُ نخْلٍ***ولغوٌ في الشّـفاهِ غدا نَقـــيقا
فيا لغةَ الحَضارَةِ أينَ أنتِ***فنحنُ اليومَ أصْبـــــــحْنا رَقيـــقا
////
طغى التّدليسُ وانتشرَ الوَباءُ***ومن رَحِمِ الغـــباءِ أتى الشّقاءُ
تعثّر كلّ ذي رأيٍ وفــــــهْمٍ***وفي أحشائنا انْتَـــــــحَرَ الوفاءُ
نفـــــكّرُ في التّآمرِ كالأفاعي***وسمّ الغدر ليـــــــس له دواءُ
تغوّلَتِ السّياسةُ في بــــلادي***وثارَ الجِنْسُ فانتــفضَ النّساءُ
وزغْرَدتِ الرّذيلةُ في بيوتٍ***بها الأخلاقُ طلّــــــــقَها الحياءُ
////
دعوني بالغباوةِ أسْتــعينُ***فمثلي يَسْتـــعينُ ولا يُـــــــــعينُ
أقبّلُ في الرّؤوسِ وفي الأيادي***لأنّي في الورى عبدٌ هَجـيـنُ
وصِرْتُ إذا أصابتني خُــــطوبٌ***شعرتُ بأنّني بشـرٌ لعـــــــينُ
وما ذنبي سوى أنّى أصيلٌ***وأنّـــــي بالتّــــــــلاعب لا أدينُ
ألا عودي إلى وطني فإنّي***بحرفكِ في المعارفِ أستـــــعينُ

محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق