الأحد، 12 مايو 2024

نص نثري تحت عنوان{{فكتوريا}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مصطفى محمد كبار}}


فكتوريا 

ما بعد الرغبة 

كانت تشبه فكتوريا
ربما نفس الجروح فوق صدرها 
و بقايا الروح 
التي سلبتْ من الوجود 
حكاية من ألف ليلة و ليلة
إسطورة الخبايا ماتزال تشتعل
بجثة القتيل
ربما أحتاج إلى ألف معجزة
للتفسير عما حدث

فما بعد الرغبة كان إنتحاراً 
بطيء

بعض الملامح تتغير عند
أول منعطف
فكل الرواية مغلوطة المعاني 
بشكل المفردات

قالت .......
سئمت من تسريحة
شعري
و من لونه الأسود البعيد 
المبلل 
و من هذا الجسد المتمرد
بطقوس المتاجرة 
سأكتفي بشرب قهوتي 
و أدخن سيجارتي على شرفة 
بيت الخراب
و سأصفن بحال الأحلام التي 
ذهبت و لم تعود
فبدلت أحوالي للأسوء
الريخص

قال .......
و أنا سئمت من أن أمشط
شعري كل يوم
و من لونه الأسود البعيد بوجه
المرايا
و أنا سأشرب قهوتي و أدخن 
سيجارتي 
و أقرأ  قصائد  الحب الأولى
و أحلم بعناق الأمل 
و سوف أرتب أشيائي و فوضوية
المكان 
كي يكون المكان ملائماً لمن
قد يأتي في المساء 

و قالت ....... أيضاً 
أنا  لا أحب المكياج و كحل
العين لذات الغرض 
و لا لباس النساء القصيرة
للإغراء
فلا يحق لأحد أن يسرق
من إنوثتي شيء إلا
من يشبهني 

قال  .........
و أنا أيضاً لا أحب أن ألبس
طقم الخواجات لتباهي
و لا قبعة الأثرياء كي أشبه 
أسياد القوم 
فأنا أريد طبيعتي كما ورثته
من القدامى 
و أن أكون عادياً بفرط
العادة
رجلٌ فارغ التقليد يملئه شعور
البسطة 
فأرغب أن أكون حراً  
كما الريح طليقاً بأجنحة 
الرغبات

هي ....... قالت
سأغلق هاتفي لمدة شهرين 
أو أكثر
كي أرتاح من عبث الأحاديث
الطويلة 
فقد مللت من التخيل و الاندماج
بسرب السخافات
فربما تتفرع الياسمين من نافذة
صدري
فأنجو بشكلي البريء بموعد
اللقاء
فتنبت من جلد نهدي قبلات
القيامة
فأنا سر الندامة بولادةٍ قيصريةٍ
كافرة

قال ........ هو
مازلت أحمله بشغف الوقت
دون أن أدري 
من هي تلك التي أشعلت 
بداخلي
توهج القلب و نار العاطفة
بالإنتظار و الترقب
من قالت كلاماً يشبه الشعر 
بلغة التمتمة
و الشعر نفض روحه بجوار 
الخطأ
من تلهف القلب المشع
من شدة الحنين 

قالت ........
أنا سيدة الإختلاف
أفتش على أبواب الحضارة من
جديد  لأسكن الحقيقة 
فلا حقيقةٌ في حياتي 
المغلوطة
فينبغي على الإله أن يعين
شغبي في المسير
قد أكون صاحبة القرار بجدار
الرحيل
و قد أمضي قدماً نحو طفولتي 
المنحرفة 
و أهزي عند الخيبة بما
أسقطني

هو ........
و أنا رجلٌ كسرته الأيام 
منذ البداية 
فكان السقوط أوجع من 
الموت
سأجرع عشرة كؤوس من
النبيذ الأحمر لأنسى
و ربما ألجأ إلى الوحي 
الصادم
فقد أصبح يوماً فيلسوفاً بظل
الكتابة
فأكتب عناوين الأشياء بحبر
التوحش و الكآبة 

هي ........
منذ متى و الغياب يفرقنا

هو ........
منذ إختلطت أحلامنا المحطمة
بدماء الأبرياء 
فمات من مات و بقي من
هو  ...... قاتل

هي .......
هل كان شبحاً

هو  ........ لا  
هو الملاك 
كان المحبط السخيف و كلما
رأيته كان يبكي

هي .......
هل كان لديه رغبة 
الهلاك
مثلي و مثلك

هو ........
كان لديه هدف هو 
أن يعبر بالملائكة لبر
الآمان
لكنه  قد  نسيَ بما كان
يحلم

هي ......
بماذا كان يحلم و أنا
تركته لأنساه

هو ........
كان يحلم  لكن ليس
مثلي و مثلك
كان يريد من السماء 
إمرأة تتقن صمت الحياء
و ترتب وجه هذا 
الهواء
فلا يكفي أن تحمل جسد
الرغبة
و لا تملك القدرة على التحكم 
بنفسها من الإنزلاق

هي بعد التمعن و 
التفكير
هل تتكلم عني ثانيةً 
أم تتكلم عن الجنس مع 
إمرأة
دارت تستبيح بالشعوذة

هو .........
ربما أتحايل على نفسي
و أتذكر
عن ماذا كنت أبحث من بين
الضباب

هي ........
إن ساعدتنا الظروف التي 
قست علينا
فهل نقطع المسافات البعيدة 
بخطوةٍ واحدة 
و نحجب وجه الليالي بزهرة
الكاردنيا
قد نطوي صفحة البلاء بإنقسامنا
الشديد 

فنحن زمنين مختلفين بزمن 
واحد
أنتَ لكَ من القصة كل الفواجع
و انا دخيلة العربدة
و الحب بيننا ..... عذاب

و أكملت حديثها الطويل 
لتغلق نافذتها على
المدى 

من بيننا  هو المذنب
الكبير 

هو .......
من أحرق وجه الآلهة 
بكفرها 
و أشرقت مع الشيطان 
ما بعد الرغبة 

هي  ......
أنا إمرأة الجليد الوحيدة
لا أثر  لي بضوء
الشمس 

هو  ........ و هو
باكياً
المسيح  لو كان موجوداً  ل حملَ
قلبي الجريح
و علقه على الصليب
لأشفى

هي ........
فوق مقبرة العمر هناك لائحة
بأسماء المفقودين
هل سنلتقي يا سيد الحلم 
الغائب

قال ........
تعالي  ل نلتقي بأول القصيدة 
و نمثل دور عاشِقين
و نتعانق كزوج الحمام فوق
الغيم
ليبتسم صباحنا مع الآلهة
فنستريح

و أكمل السيد الغريب
و قبل أن تكتمل نص الروح
البعيد 
نفترق كغرباء الطريق بلا
إعتذار
و نكتب بحكايتنا وجعاً مميتاً 
بالنهاية الحزينة 
كي نعيد 
لجرحنا مكانة المنكسرين
الصحيحة 
بشركنا القديم على ضفاف
الأنقلابات 
فالهزيمة هي من حصة
الأوفياء ........

هي ........
دارتْ خائفة من الوقت
و تلاشت .... 

و أنا كذلك 
درتُ بخيبتي أجولُ بأماكن 
الذكرى ......
في إنتظارٍ طويل الأمد
للأبد ........
كنت حاضراً لوحدي على 
موتي
و نسيت وقت الدفن

فنطق الغياب قائلاً 
فبشر  الصابرين  بعدل الإله 
الواحد الأحد

قلتُ ....... الله الصمد
و قلتُ
كانت كافرة .......

لكني  لن أموت خلف الوداع 
مرتين ....... 

هي لم تكن تشبه فكتوريا 
كانت حجراً 
قد كذبت عليكم لأعبر 
بالقصيدة 
لحدود  الخيال دون 
وجعٍ

كي  لا  أبكي  في  الحب 
على شهيدين متعبين 
ضائعين
بفكرةٍ ..... واحدة

أبن حنيفة
 مصطفى محمد كبار

حلب سوريا  ٢٠٢٤/٥/١١ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق