النص رقم 11 من سلسلة #نقاط_ناطقة
بعنوان:
*أليس في مدينتكم ليل؟؟!*
قال القلم للورقة بعد عمر من السكون:
أليس في مدينتكم ليل؟
نظرت الورقة اليه بحيرة وقالت:
بلى…. لم ؟؟؟
قال:
أراك لا تشتاقين
ويمر العمر بنا ساكن أنا على ضفافك
وأنت في سكون رهيب قربي تمكثين..
ترى ماسر هذا البرود بعدما كنت كالربيع تزهرين ؟ !!
تسللت دموع حارقة من تحت أجفانها وبصوت موجوع قالت :
بلى لدينا ليل ولكن ،
ليلنا ياصديقي لا يشبه ليال العاشقين..
لا احلام فيه.. لا ورود تهدى.. لا لقاءات ،
لا وعود،لا عشق ولا جنون..
ليلنا لا قمر فيه ولا سمر لا شوق ولا حنين..
جفل القلم من هول حديثها وخاطبها بحنان :
كل هذا الحزن في قلبك،،
كل هذا الصراخ والأنين..
وانا الاعمى لا ابصر دموعك والابله اظنك لا تشعرين..
قالت: يارفيقي..
نحن خلقنا في سكون ونموت في سكون ولا احد يكترث فمقابل كل ورقة هناك الملايين..
عالم الأنس فقد انسانيته
أصبح لا يأبه بقتل البشر فمن سيكترث بنا نحن المساكين..
مجرد كومات مكدسة
على الرفوف المنسية..
في الادراج المهملة..
سبائك في المستودعات مهترئة من تراكم السنين..
أصبحنا كبش فداء للعالم بأسره
كل يستخدمنا على هواه ..
هذا يمزقنا وذاك يحرقنا وآخر يرمي بنا في النفايات وقلة قليلة تحتفظ بنا لتتخلص منا بعد حين..
من ذا الذي منح الانسان حق التصرف بنا ؟
الهذا الحد بخست اسعارنا واصبحنا مهمشين؟
لا حقوق لنا ولا احكام تقتضي حمايتنا والمؤلم ياصديقي أن تلك القلة التي تحتفظ بنا هم بغالبيتهم تجار بشر يتمسكون بنا لمنح ضمائرهم اعذار واهية لما يقومون به من اجرام بحق المساكين..
تحت ذريعة حفظ السلام وحقوق الانام وماالى هنالك من صكوك تطبخ في الكواليس المظلمة بين صانعي الحرب والقادة المتسلطين..
وفوق كل ذلك مازلنا رهن لحاظهم طوع بنانهم وفق اهوائهم سائرين ماإن تتلفظ السنتهم بطلب ورقة نهبّ لمطلبهم صاغرين ..
تبا لنا كم نحن سذّج ليتنا نستطيع الانقراض ليعرف ذوي الطغيان مدى حاجتهم لنا في كل حين..
رد القلم بصوت حزين :
هذا والله حالي وحال اخوتي لقد ابدعتِ بوصف حالتنا ..اتعلمين يارفيقتي ربما عزاؤنا الوحيد أن اقدارنا موحدة وقلوبنا متحدة.. هذا الاقتران لا احد يستطيع زعزعته فلا تخافي اعطني يدك وتفاءلي ربما تتبدل الاحوال ونعود قادة الحرف وسادة الاحاسيس وتعود لنا قيمتنا التي سلبها منا هذا العصر الالكتروني اللعين..
لينا ناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق