( حُضُور )
في حُضُورِ عِيدِكَ المَجِيد
ينطفِيءُ أثيرُ غيابِكَ بِالذكريَات
ينكسِرُ لُبابُ ذَاتِكَ
بخُضُورٍ وقُشُورٍ وجُذُورٍ وخربشَات
والساقُ تنجرِفُ ولَا تُورقُ
في مُحيطِ بُعادِكَ والمسَارَات
فلا تتماهَى
أصدَافُ المحَارَاتِ بالأمنيات
وأوتارُ شُجيرَاتِ وِدَادِ يَبابكَ
مازالت على العتبَاتِ والحَارَات
فلا تهتزُ أنابِيبُ أشعةِ الشمسِ
في سردِ أحاسيسِ وصفِكَ
بالهمسِ واللمسِ الرغِيب
فِي الحفريَّاتِ وخدشِ حُرُوفِ
قصفِ العبارَاتِ مِن جَدِيد
فلا تكفُّ بُتَاتًا وأبدًا
عن الهمزِ واللمزِ والغمزِ الرهِيب
وغلقِ مفاتيحِ رِتاجِ سرَاديبِ بَابكَ
على حضرةِ اللقاءَات
فأغصانُ القلبِ تغلبكَ مُستهَامَة
ورُوحُ النبضِ تَواقةٌ ومُشتَاقَة
لِلبوحِ بالرمُحِ والسيفِ النحِيب
في خِضمِ يَمِّ البَاحَات
تتسَاقطُ كزخَّاتِ الوردِ مفرُوشَة
في تمامِ وِجدِ وجُودِكَ منقُوشة
على الأسلاكِ والآكامِ وقممِ الجِبَال
فتملأُ الساحَاتِ بالترَهَات
الوِجدانُ يُهرتِلُ لكَ عِشقًا
يُرتِلُ لكَ رِفقًا بينَ الخافِقينِ
مزودٌ بالخفقِانِ والنبَضَات
( فلَا تقفُ بِمَا ليسَ فِيكَ
من حُمَّى الأثَر
إن السمعَ والفؤادَ لكَ
والبصَرُ قَد حَضَر وخُسِف)
يُجيرُكَ دفقًا ونطقا ذاكَ الحجَر
يُجيزُك رهقًا وزهقًا هاكَ القَدَر
يُخبِرُكَ رِفقًا ورطقًا كلُّ هذَا المَدَر
يُنبِئُكَ سِرًّا وشوقًا جُلُّ ذيَّاكَ المَطَر
وليشهد الزمَانُ برُمانةِ المِيزانِ
إنكَ الوئامُ وحانَةُ الجُنُونِ المخبُوء
وخانةُ خلودِ عبقريةِ المَكان
يتجلِي فيكَ بالعطرِ الصولجَان
ويزهُو المهرجَانُ بِإنشودةِ التحنَان
فيا أيها الآتي والقَادمُ المَحزُونُ
المغلُوبُ والمخزُون والمهمُوم
بِفرحةِ شهِيدِ العِيد
أدخل لِسويداتِ القلبِ المُريدِ
لخفِيفِ الحفيفِ الرهِيف
بخفةِ وزنٍ وثُقلِ الحَدِيدِ
انزَع الخوفَ الركِينِ الرهِين
شهقًا وشططًا وَشغفًا وأملًا
بالعَدِيدِ من وسائلِ الترهِيبِ
والترغِيبِ والتهدِيدِ والتندِيد
انبضْ في الوريدِ والشِّريَان
ارعثْ في الجلِيدِ حيرَان
اهتفُ بِلا تحفظاتٍ وبِلا استئذَان
اشرقِي يَا رَوعةَ المُستحِيل
ولا تنسَ أنكَ الرفيقُ الوحِيد
الرابضُ الراكضُ الوحيد
مِن لِينِ قُربٍ لِبَينِ بُعدٍ لِبَعِيد
تسحَقُ بِالصبرِ وهَيِّنِ التبدِيدِ
كُلَّ آياتِ بِئرِ شُطُوطِ الحِرمَان
بِلهفةِ القتلِ الجَمِيلِ الرشِيد .
............ ........... ............
معروف صلاح أحمد
شاعر القاهرة ، مصر ، القاهرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق