صخب
أهدتني مساء صاخبا
أينع من عبث الظهيرة
على أهدابه فاضت قهوتي كأمسي
ترجلت الحروف بكبرياء تواضع
أنشب في الفراغ أظافر المعنى
حين استباح اللامعنى الوجود
النور يفتح جحافل عروس أيامي
وبهجة بداية غريبة غامضة
منسي شموخها في الركن
أعلنت أنني كرهت سيرها البطيء
تشعلين سيدتي شموع الرواية
تطئين دروب رقعة المتاهة
إمرأة تشق الأشواك صاخبة
كمهرج، كقمر ليل يولچ النهار
فقير أنا والكل يمر من هنا
يملأ قدوره بجحافل المعنى
وأظل شاحبا فقيرا
أعرف أنك تتقنين السياحة
فجودي سيدتي بغزواتك
فكّكي هوية رسائل كتبتها
أركب و أرتب و أعيد الترتيب
يا إمرأة لا أفقه منك للمسير
تطرقين الطرق الشائكة
بأنين العقل تتفرسين في وجهها
تدارين هويتها الخفية
فجودي، الفقير على تلته ترقبا
لم يطأ شواطئ المعنى بعد.
حاتم بوبكر
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق