الأربعاء، 14 أغسطس 2024

قصيدة تحت عنوان{{تونس يا أجمل البلدانِ}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{رفا الأشعل}}


 تونس يا أجمل البلدانِ ..


بِنْتُ الضّياء وأجْملُ البلدانِ
يزهو بمسحور الرّؤى وجْداني

كانَتْ على مرّ العصورِ أميرَةً
يهمي الضّيا من ثغرها الفتّانِ

ومنَ الحضَاراتِ القديمةِ شاهدٌ
سامي الجلالِ وفاخرُ التّيجانِ

رَفعتْ صُروحَ المجدِ شامخَةَ الذّرَى
يُنْمى إلى قرطاجَ  والرّومانِ

يا أختَ  بدرِ الأفق  إلاّ  أنّهَا
فاقت بحسنِ البحرِ والكثبانِ

متدافعُ الأمواجِ بحركِ صاخِبٌ
يخْتَالُ  بين شواطئ ومواني

كثبانُ رملٍ والنّخيل بِبيدهَا
متلألئ.. وَيَميلُ كالنّشوَانِ

وثِمَارُه من عسجدٍ ولآلئ ٍ..
بَرَقَتْ .. ثريّات من المرجانِ

ولكم نظرتُ إليك نظرةَ شاعرٍ
سامي الخيال وفي الهوى متفاني

يهوى شواطئك الجميلة.. مُغْرَمًا
ومغرّدًا بجمالكِ الفتّانِ

العمر يمضي والعصور تبايَنَتْ
والدّهرُ لو نظرَ الورى يَوْمَانِ

كان الهدى مثْلَ الضّيَا متشعشعًا
في أُفْقنَا بالعلمِ والإيمانِ 

حَتّى أطَلّتْ في السّماء سحابةٌ
مسودّةٌ منْ قسطَلٍ ودخانِ

وتقدّمتْ يمشي الرّدى في إثْرِهَا
وتثيرُ فينَا كامنَ الأشجَانِ

والشّعْبُ ليسَ بِمُدْرِكٍ ماذا جَرَى
إذْ يفتكُ الإخوانُ بالإخْوَانِ

والهولُ من قدّامنا وورائنَا
والقَهْرُ منْهمرٌ كما الطّوفانِ

وجعي تمادى .. ما كفته مدامعي 
فانسلّ يدمي أعينَ الجيرانِ

لا ذنبَ للأقدار فيما صابنَا
الذّنبُ حبّ الشرّ في الإنْسانِ

بتُّ المقيّدَ في سراديبِ الأسى
إنّي الغريبُ .. تلوكني أحزاني

أشقى وغربانُ النّفاقِ تحوطني
كمْ ليلةٍ فيها المنامُ جَفَاني

بالي يضيقُ بواقعي  فهجرته .. 
نحو الفسيحِ بداخلي .. فسباني

أسرجتُ حبري والخيالُ وأحرفي
لِدُنَا ..  منَ الأضواء والألوانِ

حيثُ الرّبيع بنوره وزهورهِ
حيثُ القوافي عتّقَتْ بدناني

 فَسَكَبْتُ من وحي الجمالِ قصائدًا
فيها لحونٌ من صدى الأوطانِ

وتناثرتْ فوق السّطور حروفها
مَنْ لؤلؤ  وزبرجدٍ  وجُمَانِ

        بقلمي / رفا الأشعل 
        تونس (11/08/2024)

 القسطَلُ  : الغبار في الموقعة 

الصّورة تمثّل ضاحية حلق الواد(شمال العاصمة تونس ) .. بريشتي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق