الأحد، 22 ديسمبر 2024

قصيدة تحت عنوان{{هكذا هي المنافي}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{صفوح صادق}}


 - هكذا هي المنافي -


هكذا هي المنافي في الجوى
تغادرنا ولا تعرف الإياب
تُنبّهنا الريح في خريف العمر 
ونستكين
نتكدّس في دروب الأماني 
والوطن حروفٌ تجمّعت
على شفاه غرابٍ يتيم
أحلامنا أسراب طيورٍ
تُحلّق في أفقٍ عقيم
ندفن الآه في صدورنا
ونغزل من الألم حكايا الأنين

يا وطناً غاب في ملامحه النور
هل يعود؟أم يبقى شبحاً
في الخيال مقيم؟
نلملم جراحنا ونسير
وفي قلوبنا نبض الأمل القديم

هكذا هي المنافي في الجوى
تغادرنا ولا تعرف الإياب
يا درباً طويلاً لا نهاية له
يُضني الخطى ويقتل الحلم العظيم
تُراق دموعنا على أرصفة الصبر
وتبتلع الأرض صدى الحنين

نحمل الحنين كأثقال السنين
نرسم الغد على صفحات الرياح
لكنّ المنفى يعيث بذاكرتنا
ويعيدنا  كل مرة إلى عتمة الجراح

أيها الغياب الذي يسرق وجوه الأحبة
إلى متى هذا التيه؟
وهل للنجوم التي غابت
أن تعود وتُضيء لنا الطريق؟

يا وطن القلب يا سرّ الوجود
عُد إلينا فقد طال البعاد
علّنا نستفيق من هذا الحلم
الذي صار كابوساً يسكن الفؤاد

أيا قلباً يئنّ بلا شجون
أما آن لجرحك أن يلين
كأنّ الدرب موحشٌ في صقيعه
وكأنّ العمر ضاع بلا يقين

يا وطناً في القلب مهما تناءى
سنلقاك يوماً على مرّ السنين
سنزرع فيك أُغنيات العودة
وسنجعل منك حلم العاشقين 

صفوح صادق-فلسطين
٢٢-١٢-٢٠٢٤.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق