الاثنين، 6 يناير 2025

قصيدة تحت عنوان{{شظايا الأمل}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{صفوح صادق}}


- شظايا الأمل -

على مقربةٍ منّي حيثُ يتقاطعُ النبضُ مع الصّمتِ
تعثّرتُ على عتبة وجودي المكسورِ
سقطتْ هناك شظايا حُلمٍ لم أُكملهُ
وأنا أُلملمُ أشيائي
بلا داعٍ بلا إدراكٍ سوى فراغ
بعضٌ منّي يبتسمُ لي
كأنهُ يرى أملاً يختبيءُ خلفَ سُحُبِ الإنكسارِ
يهمسُ لي بصوتٍ مبحوحٍ
يحملُ كلَّ معاني الهزيمةِ المتقنةِ
مع ذلك لا زلتُ أنبضُ
نبضٌ يصرخُ
ما دامَ فيكَ شيءٌ حي
فالطريقُ لن ينتهي هنا
على مقربةٍ منّي تعثّرتُ
أبحثُ عن مخرجٍ من هذا الضَلال
بعضٌ منّي يبتسمُ لي
كأنّهُ يعرفُ سرَّ الحُلمِ
يهمسُ لي بصوتٍ خافتٍ
يحملُ كلَّ معاني الهزيمةِ في سؤال
لا زلتُ أنبضُ رغمَ التعبِ
رغمَ ما ألقاهُ من وجعٍ واحتمال
على قارعةِ الطريقِ وجدتني
أبحثُ عن ظلٍّ في عالمٍ بلا ظلال
أتعثّرُ بذكرياتٍ قديمةٍ
وأُصغي لصدى خطواتي بلا جِدال
في داخلي صوتٌ يناديني
كأنهُ يبني أملاً فوقَ الأنقاض
يُعلّمني أنّ الجرحَ ليسَ النهايةُ
وأنّ العمرَ دربٌ لا يخشى المُحال
أستلُّ مِن أحلامي نوراً
يمحو عنّي غُبارَ الليالي
فمهما أثقلني الألمُ يوماً
لا زالَ في القلبِ شوقُ الوصال
على صفحةِ الماءِ العذبِ انعكست ملامحي
كأنها تغزلُ حكايةً من نورٍ وظلال
أمدُّ يدي لألتقطَ شظايايَ
فتغمرها تموّجاتُ الريحِ في انسيال
السماءُ فوقي تهمسُ بغيومٍ
كأنها تروي أسرارَ الفصولِ للهلال
والأرضُ تحتي تحتضنُ ضعفي
بصمتٍ يشبهُ حنان الأُمّهاتِ
بعضُ الزهرِ ينمو بينَ الحُطامِ
كأنّهُ يُعلنُ إنتصارَ الحياةِ على الزوال
وأنا أنظرُ إلى الأُفقِ البعيدِ
أراهُ يُعانقُ المستحيلَ
فأمضي تحملني الريحُ برفقٍ
وأحملُ في روحي نورَ الأملِ والوصال
أُغلقُ عينيَّ وأتنفسُ عِطرَ الطبيعةِ
كأنّهُ يُعيدُ ترتيبَ فوضى الفؤادِ
وأهمسُ للريحِ سرّاً صغيراً
مهما طالَ الليلُ سأمضي
ففي قلبي وطنٌ لا يعرفُ الإضمحلال
وفي الأُفقِ طائرٌ يُغنّي للحريّةِ
يرسمُ بآفاقِ السماءِ جناحاً من وصال
أبتسمُ أخيراً وقد أدركتُ
أنّ الحياةَ هي تلكَ اللحظةُ
التي نختارُ فيها الجمال

صفوح صادق-فلسطين 

٦-١-٢٠٢٥. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق