الخميس، 9 يناير 2025

مجموعة قصص قصيرة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}

 

(في عتمة الحافلة )
   سلسلة قصصية 
          بقلم:
  تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،                 
،،وردة

تركت الجميع وجريت إليها بعد أن لمحتها من بعيد، كانت قد نبتت بين تلك الصخور في الصحراء القاحلة،المجدبة.
جلست على ركبتي ،تأملتها مفتونا بجمالها الرائع ،وقد كانت مزهرة،متفتحه ،تبهج الناظر  بالرغم من وجودها في المكان الغير الملائم لها ولجمالها. 
إنحنيت لشم رائحتها الجميلة ،قالت :
-أنت الوحيد الذي ينحني إلي بلا كبرياء  ليشم رائحتي ؟
قلت :
-من لاينحني للجمال والطيب فهو ليس بإنسان.
وعندما عدت لم تكن الحافلة موجودة ؛لقد كانت قد تركتني وتابعت سيرها مبتعدة ،فلم يكن أمامي أي خيار  سوى أن أعود إليها؛
فعدت  وزرعت نفسي إلى جانبها .

      
،،عطش "١"

كان الجمل يمد رقبته على الأرض ليلامس رأسه الأرض باحثا عن الرطوبة ،وكان يلهث من شدة العطش .
فتحت زجاجتي وأسقيته الماء حتى إرتوى ،
تقدم مني رجل بدوي شاهرا سلاحه في وجهي وقال لي  مهددا والشرر يتطاير من عينيه:
-ماذا تفعل بالقرب من ناقتي؟
قلت :
-لم أكن أعلم بأنها ناقة ،لقد ظننتها ذكرا ..لكن في جميع الحالات أن ناقتك  تشعر بالضمأ الشديد أيها العاشق المتيم؟
عندما فهم ماأعنيه أنزل سلاحه، فتركته وإستدرت متابعا طريقي.

 ،،سراب

كلما وصلت إلى هناك ،أتفاجأ بأن ماكنت أراه ماهو سوى سراب في سراب.

     
 ،،غرق

كلما استمريت في التجذيف   بواسطة ذراعي المنهكتين، أشعر بأن شيئا ما كان يجذبني إلى الأعماق. 
فيضيق صدري ،وتنحبس أنفاسي ،فأدركت؛ لكن متأخرا بأن هذا ليس بحرا ولأنهرا..ولا حتى بحيرة صغيرة ؛وماهي سوى رمال متحركة. 

      
،،عطش "٢"

قادتني قدمي إلى واحة غناء مياهها عذبة نقية ،تحيط بها أشجار النخيل. 
شربت حتى إرتويت ،ثم ملأت زجاجتي ونزلت إلى الماء وأخذت حماما منعشا.
بعد ذلك عدت لأخبار المسافرين عن الواحة ،جرى الجميع ورائي ،لكن عند الوصول لم تكن الواحة موجودة في مكانها ..لقد إختفت .
والمشكلة أن أحدا  لم يصدقني ،وقد إتهمني الجميع بالخبل بالرغم من ثيابي المبتلة، وزجاجتي التي أصبحت ممتلئة.

       
،،ضحية

قابلت في طريقي ضبع قبيح الصورة ،رشقني بذيله المبتل ببوله ،فعندما "ضبعني" وسرت معه بلا إرادة ولا إدراك قال لي :
-أنت اليوم ضيفي أيها المسافر سيء الحظ ،لأن هذه هي محطتك الأخيرة في سفر الحياة؟
لكن وقبل الوصول إلى بقية القطيع قابلنا في طريقنا رجل ضخم الجثة ،نظر الضبع إليه وإبتسم، ثم رشقه ببوله، وعندما ضبعه نظر الضبع إلي مبتسما وقال :
-حسنا ،لقد نجوت هذه المرة  وبأمكانك الذهاب ،لقد أستبدلتك بهذا الفيل هههههههه لأنه يكفي القطيع ويزيد.

       
 ........

سراب ...
سراب....
سراب....

(يتبع...)

تيسيرالمغاصبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق