الثلاثاء، 25 فبراير 2025

قصة قصيرة تحت عنوان{{رسائل في مهب الرياح}} بقلم الكاتبة القاصّة المغربية القديرة الأستاذة{{فوزية الخطاب}}


رسائل في مهب الرياح 

عاشت فاطمة في أحضان أسرتها الصغيرة ،تغمرها السعادة والهناء، تقضي وقتها بين العمل والمنزل ،رزقها الله زوجا طيبا يعتني بها ويكرمها ،فكانت له خير النساء . ذات صباح وصلتها  رسالة هاتفية عبر تطبيق الواتساب : "لقد عدتُ من بلاد الغربة وأريد رؤيتك في المكان نفسه ." تجمد الدم في عروقها ،تسمرت في مكانها :أيعقل أن يعود بعد  كل هذه السنوات؟
أيعود بعد أن تخلى عني وفسخ خطوبتنا ؟ 
حارت ولم تعرف ما ستفعله ، هل تخبر زوجها أم تكتم سرها  .
سارعت أناملها بإرسال رسالة للرقم :
سلام أنا لا أعرفك ؟ ابتعد عني وإلا سمعت  مني  ما لن  يعجبك .
 رمت بالهاتف وحاولت الهروب من ذكريات الماضي ،عندما كانا معا وكانت وعوده ، أنه لن  يتخلى عنها وقسمه أمام عائلتها يوم الخطوبة أنه سيحافظ عليها ...
قطع حبل تفكيرها رسالة أخرى : هههههه أنا خالد ستحضرين وإلا أرسلت كل رسائلنا الماضية  لزوجك الجميل ! فمازلتُ أحتفظ بكل الصور ، وكل الرسائل ، و الهدايا و حتى مقاطعك الصوتية هههههه...
أنتظرك غدا بعد صلاة العصر. انهمرت دموع ساخنة  من عينيها ، وتساءلت : هل أستسلم  لهذا الوغد ؟.. هل أقابله وأخون ثقة زوجي ؟.. اِنتفضت .. طبعا لا ، لن أفعل ، سأخبر زوجي بكل شيء ،اتصلت بزوجها وطلبت منه أن يحضر مبكرا ، فهناك أمر جلل  تود اخباره به  .
وجدها تنتظره بوجه شاحب وعينين حمراوين .
ـ ما بك حبيبتي؟ هل الأطفال بخير ؟ 
ــ نعم الحمد لله بخير، اِجلس من فضلك.
 حكت له كل شيء وهي تتأمل ملامحه  وتنتظر ردة فعله .. طأطأ رأسه وهو يردد لا حول ولا قوة إلا بالله ، ما عاد في الناس نخوة ولا عزة نفس ؟ 
ــ اِسمعي يا فاطمة ،  الأمر لا يستحق كل هذا الحزن البادي على محياك ..هو  أمر من الماضي ،وأنا لن أحاسبك عليه . 
أمسك هاتفها وركب الرقم: 
ــ   وأخيرا اتصلتِ .. كنت أعرف أنك ستتصلين.. وكم انتظرتُ هذا الاتصال. 
ــ أنا زوجها يا خالد ، من فضلك ، أُتركْ زوجتي وشأنها، تلك الرسائل و الصور التي تحتفظ بها  ، لا قيمة لها ..هي من الماضي، ثم إنها كانت خطيبتك ، ومن المروءة أن تسترها ؟
 حاول مقاطعته لكن لم يمنحه فرصة .
-انتبه يا خالد !،  إن عاودت الاتصال ستجد نفسك في مخفر الشرطة ، ولن تنفعك رسائلك ولا صورك ، بل ستكون تلك الأشياء  شاهدة عليك وليس لصالحك  ؟اِمسح رقم زوجتي وإياك ثم إياك أن تفكر في الاقتراب منها ... انتهى الكلام .
توقف الكلمات  في حلقه بعد كلام زوجها ، وتمتم بكلمات : مفهموم ..مفهموم ثم قطع الاتصال.
اِرتمت فاطمة في حضن زوجها.. بكت  فرحا بموقفه النبيل ،قبلت رأسه احتراما .هدَّأ من روعها  وقال :
ــ أنا راضٍ عنك زوجتي الجميلة ، فما رأيت منك إلا الخير ، عاد الهدوء للبيت وواصلت فاطمة حياتها بين أحضان أسرتها .
بقلمي فوزية الخطاب 22.12.2024

البلد : المغرب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق