الأربعاء، 26 فبراير 2025

قصيدة تحت عنوان{{القرار}} بقلم الشاعرة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


 "القرار"


الطَّريقُ مُعَلَّقٌ بينَ شَفَتَيْنِ
إحداهُما تُمَضِّغُ غُبَارَ الزَّمنِ
والأُخْرى تُمَضِّغُ وَهْمَ الحُلمِ

الأُفُقُ يُحَدِّقُ بعَيْنٍ خَاوِيَةٍ
يَبْحَثُ عن خُطْوَةٍ تَثْقُبُ صَمْتَ الفَجْرِ

السُّكُونُ يَتَّكِئُ على جِدَارٍ مُهْتَزٍّ
يَرْتَجِفُ مِن ثِقَلِ اللَّحْظَةِ

الريحُ تَلْهثُ بلا صَوْتٍ
تُراقِبُ اليَدَ وهي تَتَرَدَّدُ بينَ قَبْضَتَيْنِ

الليْلُ يَعْقِدُ ذِرَاعَيْهِ في انْتِظَارٍ
يَقْرَأُ أنْفَاسَ الأَرْضِ وَيَرْصُدُ المَيْلانَ

الماءُ في الإناءِ يَنْحَنِي مَرَّتَيْنِ
مَرَّةً للظَّمَإِ وَمَرَّةً للارْتِوَاءِ

الصَّخْرَةُ تحتَ القَدَمِ تَحْصِي الأَوْزانَ
كلُّ ذَرَّةٍ فيها تَزِنُ عُمْرًا

الأبوابُ لا تُحِبُّ العابرينَ المُتَرَدِّدينَ
ولا الأقدامَ التي تَزِنُ ظِلَّها قبلَ الخُطُوِ

الخِيارُ يَنْزِفُ بينَ الأَصابِعِ
إما عُبورٌ وإما سُقُوطٌ.

لا وَقْتَ للمَرايا أنْ تَتَرَدَّدَ
ولا للظِّلالِ أنْ تُشاوِرَ الشَّمْسَ

القَرَارُ ليسَ أنْ تَخْتَارَ
بل أنْ تَكُونَ أنْتَ مَنِ اخْتَرْتَ.

بقلم دنيا محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق