الخميس، 27 مارس 2025

نص نثري تحت عنوان{{الحلم الضائع}} بقلم الكاتبة التونسية القديرة الأستاذة{{عائشة ساكري}}


الحلم الضائع


 في ليلة ظلماء 

يعم السكون في كلّ الأرجاء 

تائه أنا، في شرود..ضعيف الحال

ولكن لن استسلم لظلم الجبناء 

أنادي بأعلى صوتي على الملا

أين رفات أهلي وأحبابي؟

ولا خوف إلا من رب السماء 


في هذا الشارع الطويل 

الذي يعج برائحة الموتى المنكوبين 

ودماء الأبرار المغتصبين

أهيم الدرب بحثا عن ضالّتي

والحلم الذي أرهقني منذ نشأتي 

ذاك الذي بنيته لأنعم بالحرية

وخلف منعرجات الإنتظار، 

أمنيات..طال انتظارها.... 

قد نلتقي غريبين في آخر 

منفى في أرض النسيان 

وما بين الواقع والحلم

أحرق ذكرياتي وأسير 

نحو سراب غديَ البعيد... 

ولا شيء يؤلمني إلاّ لحظة الغروب

وعندما أشتاق، يضيق بي كل شيء

حتى الكون بوسعه يخنقني 

وأنتهي إلى سراب مميت..... 


 إلهي 

نحن أيتام هذا الكون

 قمحنا على المدى منثور

وغصن زيتوننا مبتور

دمائنا، هي سماد روابي أرضنا 

في البرد لا نلبس إلاّ عرينا

وفي الجوع لا نأكل إلاّ جوعنا


يا أهل السّماوات والأرض 

تذكروا جيدا....

فإن الذكرى تنفع المؤمنين..

سوف يأتي يومًا على  البشر

الكل متساويًا تحت الأرض

والموت زائرٌٌ لا ينتظرْ

وسبعين ذراعاً على مدّ البصر

نملأ من حسناتنا جراباً ونلتقي 

في جنائن وأنهار جارية

فكيف يا إلهي المفر؟


يا ملوك الأرض

هل عدلتم في دنياكم

كعدل عمر ابن الخطاب

والصحابة الأبرار..

أي عدل يا أمة بلا ضمير؟

إنها دنيا الخراب...

تحتارون ولن تجدوا

الجواب ولا الصّواب

ليت لنا قلوب تعرف ما معنى هويتنا

أو تعرف للماضي عنوان

إننا في النهاية، زبد للبحر 

تائهون على شاطئ بحر النسيان..!!! 


بقلمي

عائشة ساكري_من تونس 🇹🇳

25 مارس 2024 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق